الثلاثاء 18 فبراير 2025
عبرت الجزائر،
اليوم الثلاثاء، عن غضبها من الزيارة التي قامت بها وزير الثقافة الفرنسية، رشيد
ذاتي، إلى مدينتي العيون وطرفاية والداخلة، رفقة السفير الفرنسي بالرباط كريستوف
لوكورتيي، وهي الأولى من نوعها لعضو في الحكومة الفرنسية بعد إعلان باريس دعم
السيادة المغربية على الصحراء.
وفي غمرة
"تسويق" الجزائر لظفر مرشحتها، سلمى مليكة حدادي، بمنصب نائبة رئيس
المفوضية الإفريقية، يوم السبت الماضي، على أنه "انتصار دبلوماسي"، بعد
معركة طويلة مع منافستيها المغربية لطيفة أخرباش، والمصرية حنان مرسي، تفاجأت
بالخطوة الفرنسية الجديدة.
وبعد 24 ساعة
على جولة ذاتي، اضطرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية إلى صياغة بيان اعتبرت فيه
أن "الزيارة التي قام بها عضو من أعضاء الحكومة الفرنسية إلى الصحراء الغربية
أمرٌ خطير للغاية"، وفق تعبيرها، وأضافت أنها "تستدعي الشجب والإدانة
على أكثر من صعيد، كونها تنم عن استخفاف سافرٍ بالشرعية الدولية من قبل عضو دائم
في مجلس الأمن الأممي".
وأقرت الجزائر،
التي تعيش على وقع أزمة دبلوماسية مع باريس منذ أشهر، أن هذه الزيارة كانت
"مستفزة" بالنسبة لها، وزعمت أن الحكومة الفرنسية بذلك "تستبعد
نفسها وتنأى بها بصورة واضحة وفاضحة عن جهود الأمم المتحدة الرامية إلى التعجيل
بتسوية نزاع الصحراء الغربية على أساس الاحترام الصارم والصادق للشرعية
الدولية"، وفق ما جاء في بيان خارجيتها.
وكانت شرارة
الأزمة بين الجزائر وفرنسا قد اندلعت أواخر يوليوز الماضي، حين بعث الرئيس الفرنسي
إيمانويل ماكرون، رسالة إلى الملك محمد السادس، يُعلن فيها دعم باريس للمبادرة
المغربية للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل نزاع الصحراء، ويشدد فيها على أن بلاده
تعتبر أن "حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان تحت السيادة المغربية".
وكانت وزارة
الشباب والثقافة والتواصل، قد اعتبرت، أن الزيارة التي قامت بها وزيرة الثقافة
الفرنسية إلى الأقاليم الجنوبية، والتي تعد الأولى من نوعها لمسؤول حكومي فرنسي
إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة، تأتي لتجدد تأكيد موقف فرنسا، العضو الدائم في
مجلس الأمن الدولي، الداعم لمغربية الصحراء.