-->

آخر الأخبار

جاري تحميل ...

اخبار جهوية

اخبار وطنية

السلطة الرابعة



الذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء مناسبة وطنية لاستعراض المنجزات التنموية في الصحراء المغربية


.


 

 

بقلم الأستاذ/ الكاتب الحسن لحويدك

رئيس جمعية الوحدة الترابية بجهة الداخلة وادي الذهب

 

قبل استرجاع المغرب لصحرائه  عام  1975، كانت التنمية بمعناها  الحديث الشامل منعدمة ، إذا ما استثنينا بعض الأنشطة التجارية  التقليدية التي كانت تعتمد جلها على الرعي .

مباشرة بعد استرجاعها إلى حظيرة الوطن الأم، شهدت طفرات تنموية نوعية هائلة واستثمارات ضخمة كبرى، اعتمد المغرب فيها رؤية شاملة لدمجها في المسار التنموي الوطني، فتم اطلاق أوراش ضخمة ، همت في البداية البنية التحتية اللازمة، لتنتقل من تم إلى مخطط استراتيجي لإقلاع تنموي حقيقي بكافة مجالات التنمية ، ويتعلق الامر بالنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية .

هذا النموذج التنموي ، الذي اطلق ديناميته جلالة الملك محمد السادس، مكن من تحقيق دينامية طفرة تنموية مستدامة ، كما أراد لها جلالة الملك محمد السادس ، بحيث إنه في رسالة ملكية سامية موجهة إلى المشاركين في أشغال منتدى كرانس مونتانا المنعقد بالداخلة ، أكد صاحب الجلالة ، أنه “نموذج ينبثق من رؤية واعدة، غايتها النهوض بأقاليمنا الجنوبية الثلاثة، لتصل إلى المستوى الذي يسمح لها بلعب دورها كاملا، كقطب اقتصادي إفريقي، وجسر يربط أوروبا بمنطقتي المغرب العربي والساحل”، و اضاف جلالته ، يقول:

لقد أصبح اليوم هذا المخطط التنموي حقيقة ملموسة، حيث أعطينا خلال زياراتنا الأخيرة للصحراء، الانطلاقة لعدد من الأوراش التنموية الكبرى، وفاء بالتزامنا تجاه مواطنينا في أقاليمنا الجنوبية. ويتعلق الأمر بإحداث أقطاب اقتصادية تنافسية، قادرة على الرفع من معدلات النمو، وخلق فرص للشغل، وتثمين البعد الثقافي وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحماية البيئة”.

كما اعتبر جلالة الملك أن “من شأن هذه الأقطاب أيضا أن تساهم في تدعيم القطاعات المنتجة، كالفلاحة والصيد البحري والسياحة البيئية، وتعزيز شبكات الربط البري والجوي والبحري بين الأقاليم الجنوبية وباقي جهات المملكة من جهة، ومع الدول الإفريقية من جهة أخرى”، هذا فضلا عن إيلاء الجانب الاجتماعي عناية فائقة قصوى و اهتماما خاصا كبيرا، سرعان ما اثمر نتائج باهرة في ظرف زمني وجيز من خلال إطلاق مجموعة من المشاريع الرامية للرفع من جودة التعليم والخدمات الصحية، والبنيات السوسيو اقتصادية ".

وفي هذا السياق، تعود بي الذاكرة، حينما تشرفت ، في حضرة صاحب الجلالة ، ضمن وفد جهة الداخلة وادي الذهب، لحضور حفل إطلاق استراتيجية تنفيذ النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي  ترأسه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، بالعيون ، في عام 2015، بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء .

حقا و صدقا ، كان يومها الاغر المشهود محطة تاريخية استثنائية بكل المقاييس ، و هي تستحق، بامتياز ، ان نستحضرها بملء الفخر وعظيم الاعتزاز ، لتسليط الضوء على هذا النموذج التنموي والوقوف على مكتسباته التنموية المحققة ، بحكم تميزه بمشروع مندمج متكامل لتنمية مستدامة شاملة لفائدة ساكنة ربوع الأقاليم الجنوبية للمملكة، و قد  استمد أسسه و مقوماته من دستور 2011 الذي نص على تفعيل ورش الجهوية المتقدمة ، و الإشراك الفعلي للساكنة في تدبير شؤونهم بأنفسهم .

لقد خصص لهذا النموذج التنموي غلاف مالي يفوق 77 مليار درهم، مكن من تحقيق اوراش كبرى، شملت مختلف القطاعات .

للإشارة في هذا المضمار ، ان التقرير الذي سهر على إعداده المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ، و قد تم اعتمادا على نهج المقاربة التشاركية ، بمشاركة الفاعلين للساكنة المحلية  في كافة مراحله ، من حيث إعداده وتفعيل برامجه .

ويسعى هذا النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، إلى تحقيق تفعيل أسس رهان الجهوية المتقدمة بالجهات الجنوبية الثلاث ، وتوطيد دعائم التنمية في كل المجالات.

وهكذا ، اليوم ، بعد  مضي نصف قرن من الزمن، على هذا الحدث التاريخي الكبير ،  حدث المسيرة الخضراء المظفرة الخالدة التي بفضلها تم استرجاع الصحراء، وعشرة اعوام على تفعيل النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية ، بين الحدثين والمنجز ، بحق وبلغة الارقام، يتضح جليا أن اقاليم الصحراء المغربية ، شهدت على أرض الواقع ، ثورة تنموية من المنجزات الملموسة على مختلف كافة الأصعدة .

وفي هذا الإطار ، من بين ما شملت عليه تراكمات مكتسبات هذا المسار التنموي الحافل والمتكامل،البنية التحتية المتطورة التي همت تشييد الطرق والموانئ والمطارات و مشاريع الطاقات المتجددة ، والاستثمار في مجالات الاقتصاد الأزرق والفوسفات والفلاحة، وتوفير الخدمات الأساسية ، وتحسين التعليم بكل اسلاكه ،بما في ذلك التعليم العالي، والصحة والنقل ، بالإضافة إلى توسيع شبكات الكهرباء والماء الصالح للشرب، والاتصالات والإنترنت .

هذه الأوراش والمشاريع الكبرى ، مكنت من استقطاب العديد من الدول الوازنة وفاعلين اقتصاديين على تفعيل إجراءات استثمارية على أرض الواقع في جهتي العيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب، كفرنسا،التي قام سفيرها المعتمد بالمغرب بمشاركة وفد اقتصادي هام ، بزيارات لهاتين الجهتين ، من أجل إرساء أسس اتفاقيات  هذه الاستثمارات في إطار عملية رابح- رابح.

وكفاعل جمعوي وثقافي ، متتبع عن قرب للبناء التنموي بالاقاليم الجنوبية للمملكة ، منذ نصف قرن ، اسجل بارتياح الاوراش التنموية الكبرى بجهات الصحراء المغربية ، التي تسير بخطى ثابتة ووتيرة متسارعة ، بفضل العناية الفائقة التي يوليها لها جلالة الملك محمد السادس ،  سعيا لتعزيز البنية التحتية وتحفيز الاقتصاد المحلي ، و خدمة أهداف التنمية التي يعتبر الإنسان منطلقها وغايتها .

و لعل من أبرز هذه المشاريع على سبيل الذكر لا الحصر :

- الطريق السريع تزنيت-الداخلة:  على مسافة 1,055 كيلومترًا ، و ما لمنظومتها الطرقية العصرية من دور في تسهيل حركة النقل والتبادل التجاري لاسيما مع بلدان القارة السمراء .

- و هناك  المشروع الاستراتيجي لميناء الداخلة الأطلسي الذي سينعش و ينهض بالاقتصاد المحلي و سيعزز التبادل التجاري ، باعتباره نقطة انطلاق للمغرب نحو باقي الدول الإفريقية عبر المحيط الأطلسي ، مع ٱستحضار المبادرة الملكية الاطلسية الرائدة التي تحظى بمباركة دولية.

- ومن المشاريع الكبرى التي ستعمل على تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية بين المغرب وعمقه الإفريقي، المناطق المستقبلية للتوزيع والتجارة في المنطقة الحدودية الكركرات ومركز بئر كندوز باقليم اوسرد..

- وهناك عملية ربط مدينة الداخلة بالشبكة الوطنية للكهرباء ، وإنشاء محطة تحلية مياه البحر بالداخلة لضمان الامن المائي للساكنة وسقي 5000 هكتار زراعية .

- و لا ننسى مشاريع الطاقة المتجددة: من خلال مشاريع الطاقة الشمسية والريحية في الأقاليم الجنوبية، و من ابرزها تطوير مشاريع طاقة الرياح في مناطق مثل العيون وبوجدور، لتعزيز إنتاج الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية.

- كما نجد مناطق صناعية تم إنشاؤها لتحفيز الاستثمار وتوفير فرص العمل وتعزيز التنوع الاقتصادي، ضمن مشاريع اقطاب اقتصادية واعدة.

إقرأ أيضا

الرياضة

عين على الفيسبوك

الاقتصاد

أخبار العالم

-->