-->

آخر الأخبار

جاري تحميل ...

اخبار جهوية

اخبار وطنية

السلطة الرابعة



تبون يعود من موريتانيا بخفي حنين


 

تبون يعود من موريتانيا بخفي حنين

 

الخميس 12 دجنبر 2024

رغم الضغوط التي يمارسها النظام الحاكم في الجزائر تواصل موريتانيا تمسكها بخطها الدبلوماسي المستقل الذي يسعى إلى الحفاظ على علاقات متوازنة مع جيرانها، بما يشمل المغرب. فبينما تحاول الجزائر بكل الوسائل استمالة موريتانيا (الطرف المراقب في ملف الصحراء) للانضمام إلى مشاريعها التخريبية في المنطقة المغاربية، تؤكد نواكشوط من جديد أنها لن تتخلى عن سياسة “الحياد الإيجابي” تجاه القضايا الخلافية في المنطقة، على رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة، وتجنب الانخراط في أي محاور أو تحالفات قد تضر بمصالحها الإستراتيجية.

 


ويبدو أن الجزائر اصطدمت مرة أخرى بردود الفعل غير المعلنة من القيادة الموريتانية التي ترفض الانصياع للرغبات الجزائرية، بعد الزيارة الخاطفة التي قادت الرئيس الجزائري إلى نواكشوط، ووصفها العديد من المراقبين بـ”الزيارة الباردة”، بالنظر إلى كونها الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى موريتانيا منذ أكثر من ثلاثة عقود، وكان من المفترض أن تشهد أنشطة رسمية واستقبالاً يليق بحدث دبلوماسي من هذا الحجم، وليس الاكتفاء باستقبال ضيف نواكشوط في المطار ثم إلقائه خطابًا في مؤتمر قاري حول قضايا التعليم والشباب، ليعود أدراجه مباشرة بعد انتهاء أولى جلسات المؤتمر.

 

ويؤكد مهتمون أن هذه الزيارة كانت بمثابة اختبار جديد لنوايا النظام الجزائري تجاه جيرانه في المنطقة، فيما فشل في تحقيق الأهداف التي كان يطمح إليها في ظل ممانعة موريتانيا التي ترفض كل المحاولات الجزائرية للتأثير على مواقفها، أو الزج بها في صراعات إقليمية هي بمنأى عنها؛ فبدلاً من الانضمام إلى مساعي الجزائر لتعزيز التكتل المغاربي المختلق، كما فعلت تونس تحت قيادة قيس سعيد، اختارت نواكشوط الحفاظ على توازنها ونهجها المستقل، وعلى حيادها في قضية الصحراء في انتظار نضج الشروط السياسية للخروج بمواقف أكثر تقدمًا وأكثر مسايرة للنهج الدولي والأممي في هذا الملف.

 

ضغوط ومخاوف


قال وليد كبير، صحافي جزائري معارض، إن “الزيارة القصيرة التي أجراها الرئيس عبد المجيد تبون إلى موريتانيا سبقتها زيارة قادها السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى هذا البلد، من أجل الضغط عليه وإقناعه بالانضمام إلى مشروع التكتل المغاربي الذي أطلقه النظام، ويقصي المغرب، وكذا إقناعه بالانسحاب من المبادرة الأطلسية التي أطلقها المغرب لفائدة دول الساحل”.

 

وأوضح كبير أن “زيارة تبون تأتي هي الأخرى في هذا الإطار، إذ تتعرض القيادة في نواكشوط لضغوطات كبيرة من طرف النظام الجزائري من أجل مسايرة توجهاته في المنطقة، وعلى رأسها التصعيد ضد المغرب”، مضيفًا أن “قصر مدة هذه الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى موريتانيا، والاستقبال البارد الذي حظي به تبون، إضافة إلى غياب أنشطة رسمية، كلها مؤشرات تؤكد على فشل النظام في إقناع نواكشوط بما يخطط له في المنطقة”.

 

وتابع المتحدث ذاته بأن “موريتانيا لا تريد الانخراط في أي خطوات أو مبادرات جزائرية من شأنها أن تضر بعلاقاتها مع جيرانها”، مشيرًا إلى أن “وجود تخوف جدي لدى النظام الجزائري من حدوث تطور جوهري في الموقف الموريتاني من قضية الصحراء، ومن تأثير الدعم الدولي لعدالة القضية المغربية، وكذا الموقف الفرنسي الداعم للسيادة المغربية على الصحراء، على مواقف نواكشوط التي تربطها علاقات متميزة مع باريس”.

 

وسجل الصحافي الجزائري ذاته أن “أي حدث من هذا القبيل سيكون نقطة تحول جوهرية في الصراع الإقليمي حول الصحراء، وهذا ما يتخوف منه النظام الجزائري الذي يحاول بشتى الطرق الحيلولة دون ذلك، بما في ذلك الدفع في اتجاه إحداث قطيعة بين المغرب وموريتانيا”، معتبراً أن “زيارة تبون الأخيرة تؤكد فشل النظام في استمالة الجانب الموريتاني، كما فشل من قبل في إقناعه بإغلاق معبر الكركرات والضغط على المغرب من أجل العودة إلى وضع ما قبل 14 نوفمبر من العام 2020”.

 

 


إقرأ أيضا

الرياضة

عين على الفيسبوك

الاقتصاد

أخبار العالم

-->