غوتيريتش يدعو الجزائر والمغرب لإصلاح علاقتهما
الجمعة 4 أكتوبر 2024
عبر أنطونيو
غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن أسفه لعدم حدوث تحسن ملموس في العلاقات
بين الجزائر والمغرب، مشجعا البلدين على إعادة تأسيس الحوار لإصلاح علاقاتهم
وتجديد الجهود الهادفة إلى التعاون الإقليمي، بما في ذلك بهدف إنشاء بيئة مواتية
للسلام والأمن، وذلك نظرا للدور الحاسم للدول المجاورة في تحقيق حل نزاع الصحراء
المفتعل.
وأوصى المسؤول
الأممي، في تقريره الذي تم تقديمه في الفاتح من أكتوبر الجاري، بتمديد ولاية مينورسو لعام آخر، حتى 31 أكتوبر 2025، معتبرا
أنها تمثل التزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي نحو تحقيق حل سياسي عادل ودائم
ومقبول من الطرفين للنزاع في الصحراء وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، معتبرا
أنها “تواصل الوفاء بدورها رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها”.
وعبر غوتيريتش
كذلك عن قلقه العميق إزاء التطورات في الصحراء، معتبرا أن استمرار التدهور في
الوضع الراهن، بالإضافة إلى الحوادث غير المسبوقة، أمر مقلق وغير مستدام، ويتطلب
إجراء تصحيح عاجل لتجنب المزيد من التصعيد، مجددا دعوته لجميع المعنيين للعمل على
تغيير المسار دون تأخير، بتيسير من الأمم المتحدة ودعم المجتمع الدولي الأوسع، نحو
حل سياسي عادل ودائم وقابل للتفاوض.
وقال إن عدم
وجود وقف شامل لإطلاق النار، وخاصة من طرف البوليساريو، لا يزال يمثل عقبة رئيسية
في سبيل التوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع الطويل الأمد ويهدد استقرار المنطقة،
ويزيد من خطر التصعيد، مؤكدا أن “مينورسو لم ترصد أي علامات على تصعيد في الآونة
الأخيرة، مشددا على ضرورة أن تتوقف جميع الأعمال العدائية على الفور وأن يتم إعادة
وقف إطلاق النار بشكل كامل.
ومع اقتراب
الذكرى الخمسين للنزاع، ذكر المسؤول الأممي بأن هذا السياق الصعب يجعل من الضروري
أكثر من أي وقت مضى التوصل إلى حل سياسي لنزاع الصحراء وفقا لقرارات مجلس الأمن
2440 (2018)، 2468 (2019)، 2494 (2019)، 2548 (2020)، 2602 (2021)، 2654 (2022)
و2703 (2023).
ولفت الأمين
العام للأمم المتحدة إلى أن ذلك يتطلب أن “يشارك جميع المعنيين بحسن نية وذهن
منفتح وأن يمتنعوا عن وضع شروط مسبقة، وأن يوسعوا من مواقفهم بهدف تحقيق حل سياسي
عادل ودائم وقابل للتفاوض”، لافتا إلى أن الأمم المتحدة تظل متاحة لتجمعهم لتعزيز
البحث عن حل سلمي لقضية الصحراء، مع المشاركة الكاملة والفعالة للنساء.
وبهذا الصدد،
قال غوتيريتش: “أشجع الأطراف مرة أخرى على التركيز على المصالح المشتركة،
والامتناع عن تصعيد الوضع من خلال الخطاب والأفعال، وتجاوز انعدام الثقة بينهم”.
علاوة على ذلك، حث جميع المعنيين على اغتنام الفرصة التي يوفرها تسهيل مبعوثي
الشخصي وجهوده، مبرزا أن الإرادة السياسية القوية والدعم المستمر من المجتمع
الدولي يظلان ضروريين.
وعلاقة
بالمينورسو، رحب بالاستمرار في توسيع الأنشطة التشغيلية لها من خلال زيادة
الدوريات الأرضية إلى مناطق مجاورة للجدار العازل، بالإضافة إلى استئناف رحلات الاستطلاع
بالطائرات العمودية غرب الجدار بعد أن استعادت البعثة أسطولها من الطائرات
العمودية، مما زاد من قدرة البعثة على تقييم الحوادث المبلغ عنها والتطورات على
الأرض بشكل مستقل.
ورحب أيضا بتحسن
قدرة “مينورسو” على تشغيل سلسلة اللوجستيات، وإعادة التوريد والصيانة لمواقع
الفريق شرق الجدار، وبالتحسن المحدود في حرية حركة “مينورسو” شرق الجدار، وحث جبهة
البوليساريو على إزالة جميع القيود المتبقية على حرية حركة “مينورسو”، بما في ذلك
الرحلات الجوية الاستطلاعية بالطائرات المروحية، واستئناف الاتصالات المنتظمة
المباشرة مع قيادة مينورسو، سواء المدنية أو العسكرية، في رابوني.
وشجع على
الاستئناف الكامل لأنشطة إزالة الألغام الإنسانية، لافتا إلى أن فرق إزالة الألغام
التابعة لمينورسو لعبت دورا حاسما في تسهيل عمليات البعثة من خلال تمكين مرور آمن
لمراقبي البعثة الأممية العسكريين لمراقبة التطورات في الإقليم بشكل آمن، معبرا عن
امتنانه للمغرب وللأطراف على تعاونها المستمر في هذا الصدد.
وجدد غوتيريتش
قلقه بشأن الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين بالقرب من تندوف، لافتا إلى أن
‘ارتفاع آثار ارتفاع أسعار المواد الغذائية والظروف البيئية القاسية والفرص
الاقتصادية المحدودة، يترك هذا الوضع العديد من ساكنة تندوف يعانون من سوء التغذية
وعرضة الجوع بشكل كبير”.