الثلاثاء 28 نونبر 2023
نظمت عناصر من درك البوليساريو وقفة احتجاجية يوم الاثنين بمخيمات تندوف.
وقال مصدر إعلامي "لقد أعلنوا أنهم يعتزمون الدخول في إضراب رسمي للتنديد
بالظروف التي يمارسون فيها مهامهم".
وقبل سنوات، نظم نحو ثلاثين دركيا اعتصاما أمام مقر "وزارة الدفاع" في
الرابوني للتنديد بالوضعية التي تعيشها مدرسة عسكرية اضطروا لقضاء فترة
تدريبهم فيها.
وأضاف المصدر ذاته "مع ذلك، فإن الاحتجاج الجديد مدفوع باعتبارات قبلية، وهو
بالأحرى جزء من الحرب الكامنة على السلطة في قمة جبهة البوليساريو والتي تدور
رحاها منذ المؤتمر السادس عشر" الذي انعقد في يناير الماضي.
ويأتي هذا التحرك ردا من لحبيب محمد عبد العزيز، نجل الزعيم السابق لجبهة
البوليساريو (1976-2016)، على التدخل الذي نفذته الأسبوع الماضي مليشيات
البوليساريو ضد قبيلة الركيبات الفقرة التي ينتمي إليها، لوضع حد لخلاف بين
عناصر من قبيلته وأعضاء فصيل آخر بمخيمات تندوف.
ورفضا لاستخدام القوة ضد أفراد قبيلته، قام لحبيب محمد عبد العزيز بتعبئة
عناصر الدرك، ووضعها تحت إمرته. ويذكر ان والده كان قد عينه سنة 2013 على رأس
قوة من الدرك، بعد إتمامه التدريب العسكري في الجزائر.
كما يسمح "التمرد" للحبيب محمد عبد العزيز بإظهار نفوذه وتقديم نفسه كخليفة
محتمل لإبراهيم غالي الذي لا تحظى إدارته لشؤون البوليساريو بدعم القادة
الرئيسيين للحركة الانفصالية، خاصة بعد تشكيل "حكومته" بقيادة بشرايا
بيون.
وفي اليوم الموالي للمؤتمر السادس عشر للجبهة، في يناير الماضي، انضم لحبيب
إلى قائمة تضم 27 عضوا في الأمانة العامة لجبهة البوليساريو ومن ثم لجنة
الدفاع المؤثرة للغاية، التابعة لنفس الهيئة.
ويمتلك حظوظا كبيرة لخلافة إبراهيم غالي. فبالإضافة إلى كونه شابا، فهو
جزائري الأصل بسبب أصول والده ووالدته خديجة حمدي، "وزيرة الثقافة" السابقة
في عهد زوجها وابنة عمدة تندوف السابق. كما أنه ينحدر من قبيلة الركيبات
الشرقية التي تريد العودة إلى السلطة.
ويمكن لحبيب محمد عبد العزيز أن يعتمد لتنفيذ مشروعه على دعم "وزيرة
الداخلية" مريم السالك حمادة، وهي جزائرية مثله.
"وكان هذا "التمرد" أمرا متوقعا، حيث تنتظر قبيلة الركيبات-الفقرة الفرصة
للتحرك، لكونها تعتبر أن لديها الحق في تولي زمام الجبهة الانفصالية. وعند
عودته، في شتنبر 2021، إلى مخيمات تندوف، بعد أشهر من العلاج في إسبانيا
والجزائر، حاول إبراهيم غالي طمأنتها من خلال منحهم مساعدات مالية ووعد
أبناءها بمناصب مسؤولية" حسب ما قال عضو سابق في الجبهة عاد إلى المغرب لم
يرغب في الكشف عن هويته.
وعقب "وفاة" مصطفى الوالي، مؤسس جبهة البوليساريو، يوم 9 يونيو 1976 في ظروف
غير معروفة لحد الآن، فرضت الجزائر محمد عبد العزيز على رأس الجبهة، لأن
أصوله جزائرية، مما أثار غضب ببعض الراغبين في تولي قيادة الجبهة والمنحدرين
من الصحراء.