طاقات متجددة.. “راديو كندا ” تبرز مؤهلات وطموحات المغرب
الإثنين 21 نونبر 2022
سلطت إذاعة “راديو كندا” الضوء على المؤهلات “الهائلة” للمغرب في مجال الطاقات المتجددة، مبرزة أن المملكة تطمح، وفضلا عن الاستجابة لحاجياتها الوطنية، إلى تزويد أوروبا بجزء من إنتاجها الكهربائي بفضل الطاقات الريحية والشمسية.
وأشارت الإذاعة
الكندية إلى أن 37 في المائة من الكهرباء التي ينتجها المغرب حاليا مصدرها من
الطاقات المتجددة، مبرزة، في تقرير مطول نشرته في نهاية الأسبوع على موقعها
الإلكتروني، أن المملكة بذلت جهودا هامة لتقليص تبعيتها الطاقية، وتعد نموذجا
لبقية القارة الإفريقية.
وأوردت الوسيلة
الإعلامية الكندية أن قطارات “البراق” فائقة السرعة احتفلت مؤخرا بتحقيقها 10
ملايين راكب وتقدم رحلات صديقة للبيئة بواسطة الطاقة الريحية بنسبة 100 في المائة،
مسجلة أن المكتب الوطني للسكك الحديدية وقع عقدا مع محطة ريحية تنتج القدر ذاته من
الكهرباء التي تستهلكها القطارات فائقة السرعة.
وحسب المصدر
ذاته، فإن المحطة الريحية تضخ هذه الكهرباء في الشبكة الوطنية، التي تزودها عدة
مصادر إنتاج، موضحا أن الشبكة توفر التوازن وتزود القطارات بالكهرباء بشكل مستمر.
وسجلت “راديو
كندا” أن محطة الطاقة الريحية “ظهر سعدان”، قرب طنجة، التي تم تدشينها في 2010،
فتحت الطريق، بطاقة تبلغ 140 ميغاوات تتيح تفادي انبعاث 360 ألف طن من ثاني أوكسيد
الكربون سنويا.
وذكرت الإذاعة أن
إجمالي قوة الطاقة الريحية المثبتة في المملكة تبلغ حاليا 1500 ميغاوات، ومع
استمرار المشاريع، تضيف الوسيلة الإعلامية، فإن هذه الطاقة سترتفع إلى أكثر من
الضعف خلال السنوات المقبلة.
وتعد الرياح من
المؤهلات الطبيعية للمغرب، بتوفره على 3500 كيلومتر من السواحل الأطلسية
والمتوسطية. وفي هذا الإطار، يعتبر عبد الله صفار، مدير استغلال الطاقات المتجددة
بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أن هذا “الموقع الجغرافي يمنح
المغرب إمكانات استثنائية”.
ويوضح المسؤول،
الذي أورد المقال تصريحه، أن إحدى الميزات المهمة لطاقة الرياح تكمن في تقليصها من
تبعية المغرب الطاقية.
وأضاف المسؤول
المغربي “لا نتوفر على موارد أحفورية. نحن نستورد وقود النفط والفحم. وبتجنب
اللجوء إلى محطات الطاقة الحرارية، فإننا بذلك نقلص تبعيتنا الطاقية للخارج”.
وذكرت “راديو
كندا” بأن المغرب شارف على استكمال برنامج كهربة العالم القروي، الذي أطلقه بشكل
مكثف في تسعينيات القرن الماضي.
ويؤكد نور الدين
فتيان، المدير المركزي للإنتاج في المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب،
المسؤول عن منشآت الإنتاج الكهربائي بالمغرب، بجميع مصادرها، أن المملكة “حققت
معدلات تتجاوز الـ99.8 في المائة”.
وبشأن ارتفاع
أسعار الغاز والنفط، يعتبر المتحدث أنه “يتعين أن تعرف كيف تحول الأزمة إلى فرصة”.
“لم يعد ممكنا أن نظل مرتبطين بمصدر إمداد واحد: الوقود الأحفوري. لذلك، فإن
مشاريع الطاقة المتجددة هذه تسمح الآن بالتوفر على مزيج طاقي متنوع، مما يقلل من
مخاطر [نفاذ الطاقة”.
كما تطرقت
الوسيلة الإعلامية الكندية إلى أهمية مجمع نور ورزازات للطاقة الشمسية، مبرزة أن
محطات توليد الطاقة الأربع لنور ورزازات (580 ميغاوات)، تتيح إمكانية تفادي انبعاث
900 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون سنويا.
وفضلا عن تلبية
حاجياته الوطنية، تضيف الإذاعة الكندية، فإن المغرب يطمح لتصدير جزء من الكهرباء
المنتجة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى أوروبا، خاصة إلى البرتغال وإسبانيا
وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
واعتبرت أن
المملكة تأمل أيضا في أن تشكل نموذجا لباقي الدول الإفريقية الراغبة في تطوير
الطاقات المتجددة.
وعلى الصعيد
الإفريقي، فإن حوالي 600 مليون شخص، أي 43 في المائة من السكان، ما زالوا لا
يتوفرون على الكهرباء، تذكر الإذاعة الكندية، مضيفة أن منطقة شمال إفريقيا تتميز
بمعدلات كهربة جد عالية، خاصة في المغرب ومصر وتونس، الدول التي تأتي في المقدمة
بمعدلات تناهز الـ100 في المائة.
و م ع