العيون اون لاين: محمد لكحل
إنتشر كالنار في الهشيم خبر وفاة الفنان الكبير عبد القادر مطاع أحد أقطاب الفن بالمغرب عبر مواقع التواصل الإجتماعي التي إستطاعت أن تأثر على عدد من الصحف الإلكترونية الوطنية و تفرض عليهم نشر الخبر دون التثبت من صحته بحثا عن السبق الصحفي و الذي هو في الحقيقة سبق للحدث و مجازفة أكدت أن مواقع التواصل الإجتماعي باتت تأثر و بشكل ملحوظ على مهنة المتاعب .
الإنتشار الفيروسي
" غالباً يصعب التعرف على من قام بالأمر و من أين بدأ "
تمكنت الصفحات المجهولة للهوية على مواقع التواصل الإجتماعي في العشر سنوات الأخيرة ان تفرض كلمتها و تتحكم في سيكولوجية المجتمع و تشكيل رأي عام و ذلك بناء على عدة مميزات وخصائص وتقنيات و لعل أبرزها هو الإنتشار الفيروسي للمعلومات على منصات التواصل الاجتماعي من صفحات مجهولة الهوية تجر خلفها العديد من المواقع الإخبارية و الصفحات الرسمية التي تتأثر بتواتر المعلومة في ظل ضعف التفاعل السريع للمؤسسات الرسمية أو الجهات المعنية سواء بتأكيد المعلومة أو نفيها و هو الأمر الذي يساهم في زيادة نسبة الإنتشار و إعطاء مصداقية للمعلومة .
إشاعات مواقع التواصل الإجتماعي تخترق القوانين المنظمة للصحافة
رغم أن مجال الصحافة في المغرب بات يتمتع في الآونة الأخيرة بترسانة قانونية مهيكلة و منظمة للمجال و على رأسها "ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة" الأخير الصادر عن المجلس الوطني للصحافة و الذي يرتكز على اربعة محاور هي المسؤولية المهنية، المسؤولية إزاء المجتمع، الإستقلالية والنزاهة، والحماية والحقوق ، إلا أن بعض صفحات مواقع التواصل الإجتماعي التي لا تزال حرة طليقة تساهم و بشكل كبير في وقوع مجموعة من المنابر الإعلامية في فخ شائعاتها و اخبارها الزائفة مخترقة بذلك كل الحصون القانونية لمهنة الصحافة.
و في ظل هذا الصراع الطاحن بين الصفحات المجهولة للهوية داخل مواقع التواصل الإجتماعي و المواقع الإخبارية الإلكترونية يطرح السؤال الى متى سيستمر الصراع ؟ و هل تعمل الجهات المعنية على خلق اليات اكثر فعالية لمحاربة الأخبار الزائفة ؟
