الصين تقترب من الاعتراف بمغربية الصحراء
السبت 16 نونبر
2024
لم يعد اعتراف الصين السيادة المغربية على الصحراء أمرا مستبعدا، على الأقل
هذا ما نقلته تقارير إسبانية عن مصادر صينية خلال الزيارة التي قام بها الرئيس
الصيني، شي جين بينغ لجزر الكناري، إذ أسرت بأن بكين تستعد لتدشين قنصلية عامة في
مدينة العيون، والاستثمار في جسر بري بين الأقاليم الصحراوية والأرخبيل الإسباني.
وحل الرئيس الصيني هذا الأسبوع بقاعدة "غاندو" الجوية في
"غران كناريا"، وسط إجراءات أمنية مشددة، في منتصف رحلته صوب أمريكا اللاتينية،
ومن هناك سربت تقارير إسبانية خبر اعتزامه استنساخ تجربة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، والعمل على افتتاح قنصلية عامة
لبلاده في العيون.
جين بينغ، الذي من المقرر أن يُجالس الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم السبت
بالعاصمة البيروفية ليما، لم يكن يضع جزر الكناري ضمن أجندته، إلا أنه في نهاية
المطاف قرر زيارتها في سياق رغبة المسؤولين الإسبان والفاعلين والسياسيين
والاقتصاديين بجزر الكناري، تطوير العلاقات مع الصين انطلاقا من مقترح قدمه رئيس
الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، خلال زيارته إلى بكين وشنغهاي شهر شتنبر الماضي.
ويهدف هذا المقترح إلى "تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية
والاستثمارية مع الصين، مع ضمانات بأن يتم ذلك بالتوازي مع العلاقات مع الاتحاد
الأوروبي، بعيدا عن التحديات الجيوسياسية والاقتصادية الجديدة"، وفق وسائل
إعلام إسبانية، على أن تلعب مدريد دورا محوريا في تخفيف التوترات بين الصين
والاتحاد الأوروبي بخصوص فرض الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية.
لكن هذا الطموح، يبدو أن له ارتباطا مباشرا بمستقبل الصحراء، برغبة الصين
في الدخول بقوة إلى عالم الاستثمار في إفريقيا عن طريق البوابة المغربية، ووفق ما
أوردته "مصادر صينية مقيمة في جزر الكناري"، فإن حكومة الرئيس جين بينغ
تسعى "لتقليد إعلان ترامب في عام 2020 وافتتاح قنصلية في مدينة العيون".
ويقترح الصينييون، على أساس ذلك، إنشاء جسر بين جزر الكناري والصحراء
المغربية، لكن دون الكشف عن أي تفاصيل حول طبيعة هذا "الجسر"، علما أن
أقرب مسافة بين الضفتين هي 95 كيلومترا بين نقطتي طرفاية وجزيرة فويرتيفنتورا، إلا
أن الصينيين أفصحوا عن رغبتهم في التحول إلى "وسطاء" لتوسيع استثمارات
الكناري نحو "الدول المجاورة".
وفي حال ما تأكد لإقدام الصين على الاعتراف بمغربية الصحراء، فإن ذلك يعني
أنها ستصبح ثالث عضو دائم في مجلس الأمن من بين 5 أعضاء، يساند الطرح المغربي، بعد
الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، في الوقت الذي تحاول فيه الرباط أيضا استقطاب
المملكة المتحدة إلى موقف سياسي مشابه، وإقناع روسيا عن طريق المصالح الاقتصادية.