-->

آخر الأخبار

جاري تحميل ...

اخبار جهوية

اخبار وطنية

السلطة الرابعة



الطريقة التيجانية بالسنغال تتبرأ من لقاء أحد شيوخ الزاوية بزعيم البوليساريو


الطريقة التيجانية بالسنغال تتبرأ من لقاء أحد شيوخ الزاوية بزعيم البوليساريو

 

الأحد 19 نونبر 2023

في خروج عن الإجماع الذي دأبت الطريقة التيجانية في السنغال على التعبير عنه على لسان شيوخها في هذا البلد فيما يخص العلاقات التاريخية والروابط الروحية والدينية مع المملكة المغربية؛ قام أحد شيوخ هذه الطريقة والمسمى محمد الخليفة إبراهيم نياس، وأحد أبناء الشيح الراحل أحمد التيجاني إبراهيم أنياس، بزيارة إلى مخيمات تندوف بالجزائر، حيث التقى بعدد من قيادات الجبهة الانفصالية؛ على رأسهم إبراهيم غالي، وحيث عبر عن دعمه “اللامشروط” لما يمسى “كفاح الشعب الصحراوي ووقوفه الدائم إلى جانب الصحراويين في “نضالهم”.

 

في هذا الصدد، استنكر الشيخ محمد الماحي إبراهيم أنياس، الخليفة العام للأسرة التيجانية نياس بمدينة كولخ السنغالية وأحد كبار شيوخ الطريقة التيجانية بهذا البلد الإفريقي، هذه الزيارة والمواقف المُعبر عنها خلالها، مؤكدا أن “هذه المواقف لا تمثل أبدا الطريقة ولا تمثل الأسرة؛ ذلك أن مواقفنا معروفة لدى الجميع”، مسجلا في الوقت ذاته أن “موقفنا هو أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”.

 

ويعتبر مريدو وشيوخ الطريقة التيجانية بالسنغال المملكة المغربية وطنا روحيا لهم، إذ يحظى بمكانة مهمة في نفوسهم، خاصة أن مدينة فاس تحتضن مرقد مؤسس الطريقة الشيخ أحمد التيجاني ومقر الزاوية المرجعية لكل تيجانيي العالم، حيث اضطلع المغرب بدور مهم ومحوري في نشر تعاليم الدين الإسلامي وقيمه السمحة في منطقة جنوب الصحراء على غرار السنغال؛ من خلال مؤسسة الزوايا الصوفية التي ساهمت من جهة في تحقيق الوحدة الروحية لشعوب إفريقيا، كما لعبت من جهة أخرى أدوارا مهمة في تقوية علاقات الرباط بعدد من دول القارة الإفريقية.

 

ولم يسلم الارتباط التاريخي للزاوية التيجانية بالمملكة المغربية من محاولات جزائرية حثيثة للتشكيك في هذا الأمر، إذ حاولت الجزائر مرارا وتكرارا إقحام هذه الطريقة في دائرة تنافسها المستمر مع الرباط ومنازعة المغرب في شرعية احتضانها، وعيا منها بالمكانة المتميزة التي تحتلها هذه الطريقة خاصة أن أتباعها في القارة الإفريقية يقدرون بالملايين، وذلك رغم أن التيجانيين أنفسهم يؤكدون أن الدعوة التيجانية خرجت إلى إفريقيا من المغرب.

 

وكانت العاصمة العلمية فاس قد احتضنت ملتقيات دولية عديدة لأتباع الطريقة التيجانية؛ آخرها الاجتماع الدولي الثالث لتيجانيي العالم الذي نظم بالمدينة ذاتها في سنة 2014، بحضور مريدي هذه الطريقة في حوالي خمسين بلدا، وهو ما أثار حينها حفيظة الجزائر التي اتهمت المغرب بسرقة الطريقة، إذ بدأت الدولة الجزائرية في السنوات الأخيرة في محاولة إيجاد موطئ قدم لها في الساحة الروحية والدينية الإفريقية عبر مؤسسة الزوايا، حيث كانت الرباط سباقة في هذا المجال في وقت لم تكن الجزائر تعيره أي اهتمام وإلى وقت قريب.

 

في السياق نفسه، عمل المغرب، منذ عقود، على تعزيز موقعه في القارة الإفريقية كبلد يتبنى الإسلام المعتدل والوسطي من خلال صياغة دبلوماسية دينية وروحية فاعلة ساهمت في تجفيف منابع التطرف والإرهاب في عدد من الدول، حيث لعبت الزوايا والطرق الصوفية دورا مهما في هذا الجانب وفي تمتين العلاقات المغربية مع عدد من الدول الإفريقية على غرار السنغال، التي مرت علاقات الرباط معها بعدد من الأزمات الدبلوماسية التي لعبت الروابط الروحية والدينية بين البلدين دورا بارزا في تجاوزها.

إقرأ أيضا

الرياضة

عين على الفيسبوك

الاقتصاد

أخبار العالم

-->