فيصل رشدي يكتب : في الذاكرة “أمبارك بوجخان” نموذجا ..تتمة
بقلم / فيصل رشدي
ما أن أنهيت مقالي من شخصيات
في الذكراة “أمبارك بوجخان” نموذجا، حتى وصلتني العديد من الرسائل والمكالمات
بخصوص هذا المقال والشخصية المحتفى به. فقررت مواصلة ما بدأته الذي هو عبارة عن
رحلة طويلة قام بها الأب “أمبارك بوجخان” إلى الجنوب.
تبدأ الرحلة بحصول الأب “مبارك بوجخان” على أرباح
محصول زراعي وافر، فعاد إلى والدته السالكة منت الإمام ولد الخطاط محتفيا بعائدات
الأرباح والتي كانت وقتذاك تشتري منزلا كبيرا بالرباط ، إلا أن والدته السالكة
فضلت أن يسافر بذلك العائد المالي إلى الجنوب، فكانت والدته تطلب له العلي القدير
أن يوفقه في سفره لكنها في الأخير أبت إلا أن ترافقه.
سافر الأب “أمبارك بوجخان” رفقة والدته إلى الجنوب ،
فحلوا ضيوفا على أهله أهل بلقاسم بتدركيت ( قرية تقع بين مدينتي كلميم وطانطان)
وتم الترحيب بهم، ترحيبا يليق بمقامهم، فكان الأب أمبارك الناصح للشباب بالصلاة
والصيام واتباع طريق الحق. تأثر أهله به لكونه إنسان من عالم آخر ، هيأته تدل على
هالة ربانية أنزلها الله به، فكان قنوعا بما قسم الله له.
واصل الأب طريقه رفقة والدته صوب العيون عام
1946لزيارة أخواله أهل الخطاط من قبيلة الشرفاء العروسيين، الذين أكرموه ووالدته
كرم البيظان وحتى أن أحد رحب بمجيئه على طريقة الشعر الحساني بأبيات شعرية
المعروفة عند السكان المحليين بالكيفان
يقول الشاعر الموريتاني محتفيا بالأب أمبارك:
حد تمشى شور أهاليه”
مشوش خاطر بوجخان
ذاك ألا يارب تعطيه النار
وتعطيه الدخان”
فكانت هذه الأبيات لصديق تجاذب أطراف الحديث في سمر
ليلي مع الأب الفاضل أمبارك بوجخان، وهي أشعار ظلت راسخة في الذاكرة الشفهية
ترددها على مر السنوات.
إبان تواجده بمدينة العيون، عمل بوجخان عند مسيو
مانولو في المخبزة المعروفة عند أهل العيون في منتصف الأربعينيات من القرن
الماضي.فكانت أيامه تلك هو ووالدته رفقة أخواله أهل الخطاط، أحلى أيام العمر
وأجملها على الإطلاق، وشمت تاريخا ظل يروى للأبناء والحفدة، تاريخ رجل طيب ومبارك
في الاسم والأفعال.
يتبع…