السبت 29 أكتوبر 2022
توعد المغرب، على لسان سفيره الدائم لدى الأمم المتحدة، بتوجيه رد مناسب لجبهة
“البوليساريو” الانفصالية في حال استعمالها لطائرات مسيرة وصلت إلى مخيمات تندوف
عن طريق إيران وحزب الله اللبناني.
وقال عمر هلال، سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحافي في نيويورك
بعد جلسة لمجلس الأمن حول قضية الصحراء المغربية، أمس الخميس، إن “إيران وحزب الله
لديهما وجود في منطقة تيندوف وشمال إفريقيا”.
وأشار إلى أن إيران وحزب الله بصدد الانتقال من تدريب مقاتلي ميليشيات
“البوليساريو”، إلى تسليحهم،وذلك عبر تسليمهم شحنة من الطائرات المسيرة إبرانية
الصنع.
وحذر في رده على سؤال صحفي، من استخدام جبهة “البوليساريو” طائرات مسيّرة
إيرانية لتهديد أمن وسلامة المغرب، موضحا أن المملكة “ستتصرف بقوة وستكون عواقب
وخيمة على الجبهة”، مشيرا إلى أن “الأمر سيترك للقوات المسلحة الملكية لتحديد
كيفية الرد”.
واعتبر أن إيران دمرت استقرار دول عربية كسوريا واليمن والعراق ولبنان، محذرا
من أنها تعمل على زعزعة استقرار المغرب، والمنطقة المغاربية برمتها، وفق تعبيره.
وعرض هلال صورا لطائرات مسيرة قال إن طهران سلمتها إلى جبهة “البوليساريو”،
موضحا إلى أن سعرها يتراوح بين 20 و22 ألف دولار، وأن شراء طائرة واحدة كفيل
بإطعام 300 شخص في السنة في مخيمات تندوف، وتقديم العلاج لـ500 شخص وتعليم 120
طفلاً.
وكان وزير الخارجية، ناصر بوريطة، قد اعتبر أن إيران أضحت هي “الراعي الرسمي
للانفصال ودعم الجماعات الإرهابية في عدد من الدول العربية، عبر تسهيل حصولهم على
أسلحة متطورة، فضلا عن تدخل طهران في الشؤون الداخلية للدول العربية سواء بشكل
مباشر أو غير مباشر عن طريق جماعات إرهابية مسلحة”.
وأوضح بوريطة خلال لقائه بوزير الخارجية اليمني، بداية أكتوبر الجاري بالرباط،
أن “طهران، بتبنيها لفاعلين غير حكوميين مسلحين، أصبحت تهدد السلم الإقليمي
والدولي، عن طريق حصول هؤلاء الفاعلين على أسلحة وتقنيات متطورة، على غرار طائرات
“الدرون”، مشيرا إلى أن المغرب بدوره يعاني مما تقوم به إيران.
يشار إلى أن تقارير استخباراتية كشفت أن إيران سلمت ميليشيات جبهة
البوليساريو، طائرات “درون” مسيرة لضرب المغرب، بتمويل جزائري.
ويعيش المغرب وإيران قطيعة سياسية ودبلوماسية منذ سنوات، وذلك عقب قرار الرباط
قطع علاقاتها مع طهران، بسبب ارتباط دبلوماسيين إيرانيين في الجزائر بجبهة
“البوليساريو” الانفصالية، وهو ما حاولت إيران نفيه.
ففي 2018، أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة،
أن الرباط قررت إغلاق سفارة إيران وطرد سفيرها بالرباط، متهما حزب الله اللبناني
بالضلوع في إيصال الأسلحة إلى البوليساريو، قائلا: “لدينا أدلة على تورط إيران في
دعم البوليساريو”.
جدير بالذكر أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، صوت أمس الخميس، لصالح تمديد
ولاية بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية “المينورسو”، لمدة عام آخر، حيث
صوتت 13 دولة عضو بمجلس الأمن، لصالح القرار القرار الذي صاغته الولايات المتحدة
الأمريكية، فيما امتنعت روسيا وكينيا عن التصويت.