-->

آخر الأخبار

جاري تحميل ...

اخبار جهوية

اخبار وطنية

السلطة الرابعة



الداخلة.. ندوة مجالية حول إنجاز توجهات السياسة العامة لإعداد التراب الوطني


الداخلة.. ندوة مجالية حول إنجاز توجهات السياسة العامة لإعداد التراب الوطني

 

الخميس 23 يونيو 2022

 

احتضن مقر ولاية جهة الداخلة-وادي الذهب، أمس  الأربعاء، فعاليات الندوة الجهوية المتعلقة بالحوار المجالي الخاص بإنجاز توجهات السياسة العامة لإعداد التراب الوطني، الذي أطلقته وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة.

 

ويهدف هذا الحوار المجالي، المنظم بشراكة مع ولاية جهة الداخلة – وادي الذهب والمجلس الجهوي، إلى المساهمة في بلورة تصور لسياسة متجددة لإعداد التراب، والتفكير الجماعي في الآفاق المستقبلية للمجالات والمسارات التنموية، مع استحضار الخصوصيات الجهوية التي من شأنها الاستجابة للرهانات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبيئية، بما يسهم إيجابا في إعطاء دفعة قوية لالتقائية واندماجية التدخلات المجالية العمومية وتأطير ومواكبة نمو المجالات الترابية بمختلف خصوصياتها.

 

ويعتبر هذا المسلسل التشاوري فرصة للحوار وتبادل الآراء حول توجهات السياسة العامة لإعداد التراب الوطني، بهدف تحديد التوجهات الكبرى والخيارات المجالية التي تتبناها الدولة في إطار تهيئة المجالات، التي تشكل الإطار الذي يحتضن مختلف التدخلات العمومية قصد تسهيل التنسيق والانسجام بين مختلف القطاعات الوزارية على المستويين المركزي والجهوي.

 

وفي كلمة بالمناسبة، قال والي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب، لمين بنعمر، إن هذه الندوة هي فرصة للتداول والنقاش حول توجهات السياسة العامة لإعداد التراب الوطني، التي تعد بمثابة رؤية استشرافية تحدد أولويات الدولة وخياراتها في التخطيط المجالي على صعيد مختلف المستويات الترابية، مع مراعاة خصوصياتها المختلفة وإشراك جميع المعنيين في بلورتها، وذلك بغية تحقيق تنمية متوازنة ومندمجة ومستدامة للجهة.

 

وأبرز السيد بنعمر، في كلمة تلاها نيابة عنه عامل إقليم أوسرد عبد الرحمان الجوهري، أن إعداد هذا الحوار المجالي يشكل رهانا استراتيجيا لمسار الجهوية ودعم الجهة التي تشهد في الآونة الأخيرة عدة تحولات وتغيرات حقيقية على جميع المستويات، وخاصة النشاط الاقتصادي، للتمكن من إبراز مميزاتها الخاصة ومسارها التنموي الخاص بشكل أفضل، مع الحرص على ضمان التماسك الوطني لمساهمتها الجهوية.

 

وأكد والي الجهة أن التوجهات الجديدة للسياسة العامة لإعداد التراب يتعين أن تحدد قواعد التخطيط الرامية إلى ضمان التماسك المجالي على صعيد المجالات الترابية، فضلا عن تسطير الأهداف والأولويات التي تضمن مبدأ الالتقائية بين الاستراتيجيات القطاعية والاستراتيجيات المجالية.

 

وانطلاقا من هذا التصور، يضيف السيد بنعمر، فإن توجهات السياسة العامة لإعداد التراب هي دعوة لإجراء حوار تشاوري مع الجهات، ينصب أساسا على دراسة وتحليل المسارات والآفاق، وتبني نظام جديد للشراكة أكثر توازنا وتوافقا مع مقتضيات الدستور والقوانين التنظيمية التي تؤطر ورش الجهوية المتقدمة. ومن ثم، فإن عملية تنزيل هذا الورش تعتمد على منهجية قائمة على التشاور مع جميع الشركاء المعنيين على الصعيدين المركزي والترابي.

 

من جهته، أكد رئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، الخطاط ينجا، أن هذه الندوة تعد فرصة للتفكير الجماعي في الآفاق المستقبلية للمجالات والمسارات التنموية، مع استحضار الخصوصيات الجهوية المبنية على مبدأ الشراكة والتعاقد بين الدولة والجهات، والتي من شأنها الاستجابة للرهانات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبيئية، من أجل تحقيق تنزيل ناجع وفعال للنموذج التنموي الجديد الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

 

وأضاف أن هذه الندوة والورشات الموازية لها ستعمل على تدارس الرهانات التي من شأنها تحديد أهم المسارات الجديدة لبلوغ أهداف التنمية الشاملة والمستدامة للمجال الجهوي، بهدف تطوير مجالات ترابية قادرة على ترسيخ أسس التنمية الدامجة والمستدامة، وهو ما يساهم إيجابا في إعطاء دفعة قوية لالتقائية واندماجية التدخلات المجالية العمومية وتأطير ومواكبة نمو المجالات الترابية بمختلف خصوصياتها مع الأخذ بعين الاعتبار خاصيات كل مجال.

 

وأشار إلى أنه، في إطار تفعيل الاختصاصات المتعلقة بمجال التنمية الجهوية وإعداد برنامج التنمية الجهوية والتصميم الجهوي لإعداد التراب، فإن المجلس الجهوي بصدد العمل على بلورة برنامج التنمية الجهوية (PDR 2022 – 2027) في إطار مقاربة تشاركية واسعة، والذي سيمكن من تشخيص حاجيات وإمكانيات الجهة وتحديد أولوياتها والمشاريع التنموية المقرر إنجازها بتراب الجهة.

 

من جانبها، أكدت مديرة إعداد التراب الوطني بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، لطيفة النحناحي، أن هذه الندوة تسعى إلى تأكيد المكانة المتميزة والاستراتيجية لجهة الداخلة – وادي الذهب، التي تستمد أهميتها من موقعها الجغرافي، حيث تشكل صلة وصل مع العمق الإفريقي للمملكة، إلى جانب قربها من جزر الكناري، مما يخولها الاضطلاع بدور القطب المفتوح بين إفريقيا وأوروبا، والتي من المرجح أن تعزز مكانتها المحورية عبر تكثيف التدفقات الاقتصادية وتطوير ممرات العبور التجارية.

 

وأبرزت أن هذه الجهة عرفت، في السنوات الأخيرة، تحولات عميقة وديناميات متسارعة في سياق مسلسل التنمية الجهوية الشاملة، الذي تم تعزيزه بتفعيل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية تنفيذا للرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، على مستوى قطاعات الصيد البحري والطاقات المتجددة والسياحة والفلاحة، فضلا عن الفرص التي سيوفرها الميناء الأطلسي، والذي سيشكل رافعة حقيقية للنمو بهذه الجهة الواعدة.

 

وأوضحت أن هذا اللقاء يسعى إلى ضمان بناء مشترك لتوجهات السياسة العامة لإعداد التراب يأخذ بعين الاعتبار الرهانات التنموية والخصوصيات المجالية لجهة الداخلة – وادي الذهب، التي أصبحت تتوفر على الشروط الضرورية للانتقال إلى مرحلة متقدمة من التنمية، إذ يتوخى منها أن تصبح مركزا إفريقيا مغربيا، يستفيد من جميع فرص التطور الرقمي والابتكار والبحث العلمي.

 

وأضافت السيدة النحناحي أن هذه المؤهلات ستمكن الجهة من تقديم منتجات وخدمات يتعدى إشعاعها وتأثيرها المدى الجهوي، ليمتد إلى الصعيد القاري والدولي، مما سيسهم إيجابا في إعطاء دفعة قوية لتأطير ومواكبة نمو المجالات بالجهة بمختلف خصوصياتها، وضمان تجانس السياسات القطاعية الوطنية مع التصميم الجهوي لإعداد التراب، مع إمكانية تحيينه إن اقتضت الضرورة.

 

ولتعزيز هذا المسار، أشارت السيدة النحناحي إلى التوقيع على اتفاقية للتعاون بين الوزارة وولاية جهة الداخلة – وادي الذهب والمجلس الجهوي لإحداث المرصد الجهوي للتنمية، الذي يسعى إلى إرساء نظام لليقظة المجالية، عبر توفير أدوات مرجعية مساعدة في صنع القرار العمومي من خلال تتبع إنجاز مختلف الأوراش التنموية بالجهة، وإعداد مؤشرات وخرائط مجالية مركبة وموضوعاتية ومتعددة المستويات خاصة بالجهة.

 

وتضمنت أشغال هذا اللقاء تقديم عرض تناول منهجية وخلاصات التشخيص الاستراتيجي والتوجهات الأولية للسياسة العامة لإعداد التراب الوطني، بالإضافة إلى عقد ورشتين موضوعاتيتين تمحورتا حول “بناء المدينة – الجهة”، و”التموقع الجهوي والرهانات العابرة للحدود”.

 

وتم، خلال هذا اللقاء الذي حضره الكاتب العام لولاية جهة الداخلة – وادي الذهب، والمفتش الجهوي للتعمير والهندسة المعمارية وإعداد التراب الوطني، ومدير الوكالة الحضرية للداخلة – وادي الذهب، وعدد من المنتخبين المحليين ورؤساء المصالح الخارجية، تقديم مجموعة من التوصيات التي ستسهم في تعزيز الدينامية والجاذبية الترابية للجهة.

 

إقرأ أيضا

الرياضة

عين على الفيسبوك

الاقتصاد

أخبار العالم

-->