أصبح اختفاء زعيم جبهة "البوليساريو"
عن الأنظار يثير العديد من علامات الاستفهام حتى داخل المخيمات، وذلك بعدما تأكد أن
حالته الصحية متدهورة للغاية، ما ضاعف الشكوك حول الرواية الرسمية التي قدمتها الجبهة
ونقلها الإعلام الجزائري، حول كونه مصابا بكورونا، في الوقت الذي أضحى فيه صحراويون
من معارضي القيادات الانفصالية يتحدثون عن احتمال وفاته.
ومنذ نحو 3 أسابيع انتشرت أنباء عن نقل
غالي إلى كوبا للعلاج جراء تدهور حالته الصحة مجددا، وذلك بعدما رفضت إسبانيا استقباله
مرة أخرى تفاديا لأزمة جديدة مع المغرب على غرار تلك التي انفجرت في 18 أبريل عندما
استُقبل بشكل سري وأُدخل إلى مستشفى "سان بيدرو" بمدينة لوغرونيو، قبل أن
يغادر في فاتح يونيو.
وكان زعيم "البوليساريو" قد نُقل
إلى مستشفى "عين النعجة" العسكري في الجزائر، وهناك صورته كاميرات التلفزيون
الجزائري لآخر مرة حين زاره رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ورئيس أركان الجيش، السعيد
شنقريحة، وبدا حينها منهك القوى عاجزا عن الكلام بشكل طبيعي، ومن يومها لم يظهر مرة
أخرى إلا مرتين صُور خلالهما بواسطة كاميرا الهاتف.
وطيلة المدة الماضية لم يظهر أي معطى يؤكد
أن زعيم الجبهة الانفصالية يتماثل للشفاء، حيث اختفى تماما من قصاصات وكالة أنباء البوليساريو،
ولم يعد يظهر اسمه إلا عند نشر رسائل بروتوكولية يُزعم أنه هو من قام بتوقيعها، كما
اختفت نهائيا أي منشورات تتحدث عن حالته الصحية، ما أدى إلى تداول خبر وفاته عدة مرات
مؤخرا.
وتزامنا مع ذلك، بدأ العديد من النشطاء
الصحراويين ينشرون أخبارا عبر منصات التواصل الاجتماعي تتحدث عن كون غالي يعاني من
السرطان وأنه في مراحله الأخيرة، فيما تحدث آخرون عن كونه لم يكن مريضا أساسا بل مصابا
جراء استهدافه من طرف الجيش المغربي بطائرة "درون"، مذكرين بأن غيابه تزامن
مع العملية التي قتل فيها الداه البندير، قائد درك الجبهة، في 8 أبريل 2021.
وكان خبر دخول غالي إلى مستشفى عين النعجة
الجزائري لأول مرة قد انتشر تزامنا مع هذا التاريخ، ووفق تأكيدات الحكومة الإسبانية
ومحكمة سرقسطة السابعة التي تحقق في كيفية دخوله إلى البلاد، فإن وصوله إلى إسبانيا
كان يوم 18 أبريل 2021، علما أن السلطات الإسبانية امتنعت رسميا عن تقديم أي توضيح
بخصوص طبيعة حالته الصحية.
