-->

آخر الأخبار

جاري تحميل ...

اخبار جهوية

اخبار وطنية

السلطة الرابعة



امباركة محمود الزروالي: مسيرة إنسانية حافلة بالعطاء و التضحيات



في غفلة منا، لبت السيدة امباركة محمود الزروالي نداء ربها و رحلت عنا إلى دار البقاء.

رحيلها كان موجعا لنا جميعا. لكن ليس أمامنا سوى  الرضى بقضاء الله و قدره، و الذي لا راد له.

امباركة الزرولي شكلت الاستثناء في زمن استثنائي، رأت  النور بمدينة العيون في خمسينيات القرن الفائت، حيث ترعرعت و درست بالمدارس الاسبانية.

 فبعد أن ولجت العمل في سن مبكر من عمرها، و اختارت اثير راديو العيون لتعبر من خلاله  الى أذان و أفئدة  المستمعين و المتابعين لهذا المنبر الاعلامي الحديث النشأة آنذاك، وكانت فترة السبعينات من القرن الماضي، هي بداية  انطلاقتها الأولى في ظرفية سياسية صعبة، لتواصل توهجها في ثمانينيات و تسعينيات القرن العشرين، و لم يقف سقف طموحها عند هذا الحد،  بل انخرطت   رفقة مجموعة من صديقاتها في تجربة مدنية، عدت في تلك الفترة  من اوائل التجارب المدنية التي عرفتها مدينة العيون.

 و استطاعت رغم شح الامكانيات وقلة الدعم البشري و غياب التمويل  و التحديات الجمة،  التي تواجه كل تجربة مدنية جديدة و فتية، ان تتمكن من  الصمود و العمل  بصمت و هدوء، و بالتالي  تنجح التجربة التي  خاضت غمارها، و تنتزع رفقة اعضاء جمعيتها مجموعة  من المكاسب و الحقوق لذوي الإعاقة.

فكانت تجربة جمعية مساندة الأشخاص ذوي الإعاقة،  تجربة فريدة و نوعية،  و ذلك  بشهادات هيئات ومنظمات وطنية و دولية.

امباركة محمود الزروالي إعلامية متمرسة بالقسم الإسباني لراديو العيون ، لم تتوقف عن الممارسة الصحفية رغم توقف نشاط و بث   القسم الاسباني،  بل واصلت الكتابة الصحفية، و  نشرت العديد من المقالات بعدة منابر دولية ناطقة بالإسبانية.

راكمت الراحلة تجربة إنسانية و ابداعية مهمة  فبالاضافة إلى هواية الفنون التشكيلية و الكتابة الادبية، كانت حاضرة متابعة و مساندة لمجموعة من الحالات الإنسانية، فأنتشلت اطفال ذوي الإعاقة من الاهمال و التهميش والإقصاء،  و وساعدت على ادماجهم في الأنشطة التربوية و الاجتماعية و الرياضة...الخ، و التي اطلقتها جمعية " لاداف".

فأطفال أحياء العيون "خراطوريا، لابوركو، الباريو سمنتريو، خرسيتو، الزملة ..."،  سيظلون محتفظين بذكريات جميلة و رائعة مع الراحلة،  الأمر لم يتوقف  عند هذا الحد ،  فبصماتها تشهد عليها كل مدن الصحراء

إعلامية متميزة  و فاعلة مدنية و ناشطة حقوقية و مبدعة تشكيلة، و إنسانة طيبة،  خلفت وراءها تركة إنسانية، ستظل ظلالها وافرة، مادامت تجربة جمعية مساندة الأشخاص ذوي الإعاقة متواصلة و مستمرة .

و امام هذا المصاب الجلل تعجز الكلمات و العبارات أن تفي الراحلة كامل  حقها

و لا يسعنا في هذه اللحظات المؤثرة إلا  ان نقول، اللهم تغمدها بواسع رحمتك  و عظيم مغفرتك  ارزق اهلها و ذويها  الصبر والسلوان.

 و انا لله و انا اليه راجعون.

 


إقرأ أيضا

الرياضة

عين على الفيسبوك

الاقتصاد

أخبار العالم

-->