-->

آخر الأخبار

جاري تحميل ...

اخبار جهوية

اخبار وطنية

السلطة الرابعة



هل ستصلح فاجعة كورونا ما أفسدته السياسة في أسا الزاك؟





سميرة حوسى*

أثار غياب الأحزاب السياسية، بمختلف توجهاتها، عن ساحة مجابهة فيروس كورونا استغرابا كبيرا، حتى ان البعض وصفها بالحجر السياسي في زمن انهاء المصالح الحزبية والتخطيط "للمؤامرة" وأنها تتصدر قائمة الملتزمين بالحجر الصحي. فلاصوت يعلو في المنابر ولا بلاغات تحسيسية، كما هو معهود للأحزاب بالمنطقة مع اقتراب الاستحقاقات الإنتخابية.

فقدت بعض الاحزاب قواعدها الشعبية وأضاعت بوصلتها، باعتبارها محورا رئيسيا في خلق التوازن بالمشهد السياسي والانتخابي بالإقليم. وانعكس ضعف اداء الأحزاب عند العموم بعد أن بات أغلبهم يرى الأحزاب أدوات شخصية تسعى إلى المصلحة الخاصة والانتخابية سرعان ما يضمحل صوتها بانتهاء المصلحة.


في ظل هذه الازمة تم تفضيل الاعمال الاجتماعية والتطوعية على العمل السياسي، من خلال العديد من الانشطة المجتمعية التي قام بها المجتمع المدني (خاليا من الاحزاب) الذي قام بأدوار طلائعية لا يمكن انكارها أوتجاهلها من اجل الحد من تفشي هذه الازمة، بعد أن أوقفت الأحزاب عجلتهم وجمدوا وتخلوا عن مهامهم السياسية وحجروا على أنفسهم؛ بحيث اعتبرت بحجرها أن دورها يقتصر على الخطابات في المحافل والمهرجانات، ونسيت دورها في دعم ووضع مقترحات للتخفيف من أثار الازمة .

يقدر عدد لوائح الترشيح الخاصة بالانتخابات التشريعية الفارطة على صعيد إقليم أسا الزاك 10 لوائح تضم في المجموع 20 مترشحا لهذا الاستحقاق، وذلك بالظفر بالمقعدين المخصصين للإقليم؛ وحسب سلطات الاقليم فان 10 احزاب هي التي تغطي الاستحقاقات بالجماعات السبعة للإقليم.

ويتنوع هؤلاء المرشحون على أحزاب الأصالة والمعاصرة، الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، العدالة والتنمية، الاتحاد الدستوري، الإستقلال، التقدم والاشتراكية، الحركة الشعبية، جبهة القوى الديمقراطية، التجمع الوطني للأحرار، وتحالف أحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي.

في ظل كل هذا التنوع للاحزاب في المنطقة، كشفت أزمة كورونا عن هشاشة الأحزاب التي لم تتعدد مساهمتها بقدر هي مساهمة يتيمة بسبب الاوضاع التي تعيشها المنطقة مع حلول الوباء .

والواضح أن السياسية الحزبية أصبحت مطبوعة بانتظارية للانتخابات وبارستقراطية حزبية هدفها الوحيد هو إعادة انتاج شروط تزعمها للاحزاب دون مراعاة الهدف التي حددت من أجله، حسب مقتضيات الفصل "7" من دستور المملكة المغربية 2011.

سترحل كورونا ونتمنى أن تجدد الثقة في الاحزاب السياسية بالمنطقة، فهذا لا يعتبر انتقاصا للأحزاب، ولكن لخلق وعي سياسي مستقبلا يهدف بشكل كبير الى الاصلاح الفعلي وإعادة النظر وإعطاء الفرص.

وفي خضم كل هذا هل ستظهر الأحزاب دورها كفاعلين سياسيين يسعون لمصلحة الوطن والمواطن أم للمصالح الشخصية ؟ و هل ستدبر اللأحزاب السياسية الفساد المستشري في المنطقة ما قبل كورونا أم سيزيد عطشها له؟




* طالبة باحثة في القانون العام والعلوم السياسية
تخصص الدراسات السياسية و الدولية

إقرأ أيضا

الرياضة

عين على الفيسبوك

الاقتصاد

أخبار العالم

-->