حذرت وزارة الداخلية الموريتانية في بيان نشر الجمعة من “انتشار دعوات وتسجيلات وتصرفات تتسم بالتطرف وتبالغ في الإساءة إلى الشعب الموريتاني ولوحدته الوطنية المقدسة”.
ويأتي هذا التحذير إثر خطاب وجهه النائب بيرام ولد الداه في جنيف قبل أيام وصف فيه موريتانيا أمام قمة جنيف لحقوق الإنسان والديمقراطية، ببلد “الأبارتهايد”.
واستاء عرب موريتانيا من هذا الخطاب الذي ينضاف لخطاب مماثل تتبناه حركة “المشعل الإفريقي” الزنجية الموريتانية المعادية لعرب موريتانيا، الأمر الذي دفع مجموعة من عرب موريتانيا برئاسة محمد سالم ولد بيبه إلى الإعلان عن تأسيس “الجبهة العربية للدفاع عن بيظان موريتانيا”.
وأكدت وزارة الداخلية الموريتانية في بيانها أن كل هذا دفعها لتأكيد “التشبث بنهج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، المبني على الانفتاح والتشاور مع كافة القوى الحية في البلد (أحزاب سياسية، نقابات، منظمات المجتمع المدني… إلخ) في إطار دولة القانون والمؤسسات، والتمسك القوي بالخيار الديمقراطي وصيانة الحريات الفردية والجماعية لكافة مكوناتنا الوطنية، مهما كانت انتماءاتهم السياسية والجهوية والفئوية”.
وأضاف البيان: “نهيب بالجميع التحلي بروح المسؤولية ونذكر بأن الحكومة ستعمل على وضع حد لكل ما من شأنه المساس بحقوق الانفتاح الذي تنعم به بلادنا، وذلك وفقا لنظم وقوانين الجمهورية التي تعاقب مثل هذه الدعوات والتصريحات والأقوال والتصرفات، ونؤكد للجميع أن الدولة كفيلة بأمن وسلامة المواطنين في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، بما يقتضيه الأمر من الحزم والصرامة، مع الحرص الدائم على صيانة الحريات بقدر لا يماثله سوى إصرارنا على تطبيق القانون والحفاظ على السكينة والوئام الوطنيين”.
وبينما تتوقع مصادر مطلعة على هذا الشأن أن ترفع الحصانة البرلمانية عن النائب بيرام ولد الداه الموجود حاليا في بروكسل لمساءلته أمام القضاء عند عودته عن مضامين خطابه التي أثارت استياء الجميع، استدعت إدارة الأمن محمد سالم ولد بيبه رئيس “الجبهة العربية للدفاع عن بيظان موريتانيا”، وحذرته، حسب تصريحات له أمس، من المضي قدما في تنشيط جبهته وطالبته بالتخلي عن تأسيسها وحلها، لكنه أكد “تمسكه بهذه الجبهة ما لم يقم الحقير بيرام ولد الداه والحقير صمبا تيام بالاعتذار لعرب موريتانيا عن بذاءاتهما”، حسب تعبيره.
وحذرت وزارة الداخلية الموريتانية قبل أيام في تعميم لولاة وحكام الأقاليم من الترخيص للتجمعات القبلية داعية لترسيخ قيم المواطنة لكل السكان بعيدا عن الفئوية والطائفية.