-->

آخر الأخبار

جاري تحميل ...

اخبار جهوية

اخبار وطنية

السلطة الرابعة



اغتيال قاسم سليمان ورقة جوكر في اللعبة الأمريكية الإيرانية



العيون اون لاين : بقلم محمد لكحل

ينتظر العالم بأسره منذ تنفيذ الولايات المتحدة الأمريكية غارتها الجوية في العراق مطلع الأسبوع المنصرم، و التي أسفرت عن مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني. و هو الحدث الذي وصفه العديد من المحللين السياسيين على أنه بداية حرب عالمية ثالثة ، إلا أن الواقع شيء آخر فمنذ اغتيال سليماني ولا رد لإيران سوى خطابات تهديدية بمثابة مسكنات للشعب الإيراني .

فلماذا لم تستطع إيران الرد إلى حدود الساعة رغم أن سليماني يعتبر من أبرز قياداتها؟

ان العلاقة الإيرانية الأمريكية تتقاطع فيها مجموعة من المصالح و الغايات بدءا بكون إيران فزاعة امريكية و احد اهم محركات سوق بيع الاسلحة في الشرق الأوسط و صولا الى كونها الوسيلة الوحيدة لتصفية الحسابات و اضعاف دول الشرق الأوسط، أو بالأحرى اضعاف التيار السني الذي لم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية ترويضه.

لم يكن لجوء أمريكا لإيران كحليف إستراتيجي بالخيار السهل ففشل الامريكيين في صناعة قوة تنفذ أجندة البيت الابيض في الشرق الأوسط لم تجد نفعا، خاصة بعد فشل تجربة اسامة بن لادن وغيره من الشخصيات وصولا إلى داعش، قوة تتمرد كلما اشتد ساقها و بدأت تشعر بالاستقلالية و إمكانية تحقيق الانتصارات بعيدا عن إملاءات المؤسسين ، و هو الامر الذي كان سببا في جعل البيت الأبيض يفقد ثقته في المكون السني ان صح التعبير.

و بعد هذه التجربة الفاشلة التي دفعت أمريكا ثمنها غاليا في عقر دارها أو على جغرافية الشرق الأوسط جاءت المرحلة الثانية التجربة الايرانية و التي لم و لن تكون أبعد من التجربة الأولى، او بمفهوم اخر التجربة الشيعية سواء تعلق الأمر بخلق توازن استراتيجي بين القوة بالشرق الأوسط أو تمهيد الطريق للولايات المتحدة الأمريكية من أجل تبرير الوصول إلى أهداف و مؤهلات طبيعية تزخر بها المنطقة .

رغم التناغم الذي كان يسود العلاقة الأمريكية الإيرانية في المرحلة الأولى إلى أن عامل غياب الثقة كان أحد أبرز مصادر القلق بالنسبة للبيت الابيض الذي كان يحاول بين الفينة و الآخرى تقليم اظافر إيران بعقوبات اقتصادية للحيلولة دون التمدد الملحوظ و المتنامي والخطير للهلال الشيعي الذي أصبح يشكل قوة عظيمة في الشرق الأوسط.

و رغم العقوبات الاقتصادية الا ان ايران استطاعت أن تكسر الحصار و تصبح طرفا جوهريا في معادلة الصراع القائم في اليمن و سوريا و العراق، و هو الامر الذي بات يضع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في مأزق حقيقي خاصة بعد اقتحام السفارة الأمريكية بالعراق، و هو الامر الذي كان سيكون بمثابة صفارة بداية انقشاع الرعب و الخوف الذي اسكنته الاستخبارات العسكرية الأمريكية في نفوس العراقين على مر عقود من الزمن .

حدث كهذا و بهذا التأثير لم تجد أمريكا ردا مناسبا له سوى التضحية بورقة الجوكر و العقل المدبر للتمدد الإيراني في دول الجوار قاسم سليماني و ذلك من منطلق الغاية تبرر الوسيلة .

و رغم أن إيران فقدت أحد أهم رجالاتها إلى أنها على يقين على أن اللعبة تقتضي ذلك و ان الرد لا يمكن أن يكون مشابها بعيدا عن قواعد اللعبة .

فحسب العديد من المحللين فإن الرد الإيراني لن يكون خارج جغرافية الشرق الأوسط و هو الامر الذي قد لا يكون للولايات المتحدة الأمريكية اي مانع في اتخاذه باعتباره سيساهم في تحقيق أهداف اللعبة و استمرارها.

إقرأ أيضا

الرياضة

عين على الفيسبوك

الاقتصاد

أخبار العالم

-->