-->

آخر الأخبار

جاري تحميل ...

اخبار جهوية

اخبار وطنية

السلطة الرابعة



مخاض كرة القدم الأفريقية هل هي انتكاسة جديدة ام قطيعة مع الفساد



العيون اون لاين  : محمد لكحل

لم تكن مباراة الترجي التونسي و الوداد البيضاوي المغربي مجرد مقابلة كروية لتحديد من سيظفر بكاس ابطال افريقيا لكرة القدم ، بل يبدو انها و بعد كل ما جرى ستفتح صفحة جديدة في كرة القدم في القارة السمراء التي تحول فيها المستطيل الأخضر إلى حلبة صراع سياسي أكثر من أرضية للمتعة و صناعة الفرجة لجمهور متعش للكرة الجميلة.

فضائح مالية بالجملة و صراعات سياسية باتت تؤرق الجمهور الكروي و تهدد مستقبل المستديرة فلماذا يتم إقحام السياسة في الرياضة و إلى أي حد يمكن أن تصلح الرياضة ما افسدته السياسة ؟ أم أن الرياضة أصبحت لا تزيد الطينة الا بلة ؟

يتغنى عدد من المحللون الرياضيون على أن المستديرة تمتلك قدرات سحرية لإصلاح ما افسدته السياسة مقولة يبدو على الإرجح انها من الامور التي يستوردها العرب من الغرب فيسيئ فهمها او بالاحرى يسيئ استعمالها و ما وقع بين المنتخب الجزائري و المصري و الفريق الترجي التونسي و الوداد البيضاوي المغربي خير دليل على انه في العالم العربي أصبحت الرياضة وسيلة لإفساد السياسة .

فما وقع بين الترجي و الوداد اماط اللثام عن حقيقية الوضع الكروي القائم خاصة بعد قرار الكاف الذي دعا الى اعادة المباراة النهائية لكأس ابطال افريقيا، و يظهر كيف ان المصالح تتحكم في النتائج بشكل مباشر و ان الاتحاد الأفريقي ليس له استقلالية في اتخاذ اي قرار .

كما يبدو ان نزاع الصحراء كان محركا اساسيا لتغيير الموازين في الاتحاد الافريقي لكرة القدم بعدما عمر عيسى حياتو طويلا على رأسه والذي كان مدعوما من طرف رئيس الاتحاد الجزائري راوراة والذي كان يمثل موقف بلاده في القضايا السياسية الاقليمية.

لكن مع صعود نجم فوزي لقجع الذي تتسم تحركاته باستراتيجة مدروسة تندرج ضمن مابات يسمى التوغل المغربي داخل العمق الافريقي على مستويات متعددة، تأتي كرة القدم كمجال مكمل لهذه الاستراتيجية.

والحقيقة ان الرجل نجح الى حد ما في ان يضع للمغرب موطئ قدم و صوت مسموع داخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ، كما استطاع أن يضم مجموعة من الأصوات المؤثرة في اركان الاتحاد و لعل مساندته الواضحة لاحمد احمد الرجل الذي اطاح بعيسى حياتو جعلته كجامعة تتبوأ مراكز متقدمة في دواليب اتخاذ القرار داخل هذه المؤسسة الافريقية.

ولعل النتائج التي باتت تحققها الفرق الوطنية المغربية، اضافة الى بناء منتخب يحظى باحترام الجمهور والمنافسين على حد سواء، يدل على نجاح الاستراتيجية في شقها الرياضي.

الامر الذي يمكن ان نقول عنه نجاح مغربي مقابل سقوط جزائري في جميع المستويات، وهو ما يدعو الى امكانية تمويل الجزائر لبعض الخصوم من اجل التلاعب ببعض النتائج لكسر شوكة المغاربة، مادام النجاح الرياضي في افريقيا يعتبر نجاح سياسيا. ولا يستبعد تواطؤ دول حلف الشر (الجزائر،نيجيريا،جنوب افريقيا.. اضافة الى مصر) في هذه العمليات، والتي حولت المنافسة الرياضية الى صراع سياسي.
وننسحب في التحليل الى ان تحركات لقجع داخل الاتحاد وجمعه للتأييد بمختلف الطرق ساعد على التصويت لصالح اعادة المباراة النهائية بين الفريقين في ملعب محايد في اجتماع ترأسه احمد احمد.

الاخير الذي تم اعتقاله مباشرة بعد نجاح الاجتماع بسبب قضية تتعلق باحدى الشركات الرياضية وهو ما اعتبره مجموعة من المتتبعين للشأن الرياضي الأفريقي بانه خطة مدروسة لفرك اذنه وارجاعه للسكة الصحيحة رفقة من كان سببا في نجاحه في انتخابات الرئاسة.

تبقى هذه مجموعة قراءات قد تكون صحيحة وقد يكون مبالغا فيها لكنها تجد صداها في ملاعب افريقيا التي حكمت عليها السياسة ان تكون حلبات صراع ايديولوجي ومصالحي.

إقرأ أيضا

الرياضة

عين على الفيسبوك

الاقتصاد

أخبار العالم

-->