الأحد 14 شتنبر 2025
شارك الأستاذ حسن لحويدك، الناشط والجمعوي الصحراوي والمدافع عن الوحدة
الترابية، في المؤتمر الدولي للهويات المتعددة الثقافات "ذاكرة متحركة"، الذي
ترأسه السيد أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، المنعقد بالصويرة يومي 12
و13 شتنبر الجاري.
وقد تناول لحويدك خلال مداخلته موضوع "بناء رؤية جديدة للسلام بطرح الهوية
الصحراوية الحسانية"، مسلطًا الضوء على دور الثقافة في تعزيز قيم المشترك
الإنساني للسلام، وأهمية الثقافة الحسانية في بناء جسور الحوار والتعايش بين
الثقافات.
وفي كلمته، أعرب لحويدك عن امتنانه لمنظمي المؤتمر، مشيدًا بأهمية المبادرات
الثقافية في دعم جهود المؤسسات والمنظمات التي تسعى لغرس قيم الانفتاح والحوار
والتضامن، معتبرًا الثقافة وسيلة أساسية لترسيخ قيم السلام والوئام بين الشعوب،
مهما اختلفت ألسنتها وحضاراتها وأديانها.
وأشار المتحدث إلى أن الهوية المغربية، وفق دستور المملكة، تتميز بتعدد
مكوناتها، من العربية والإسلامية إلى الأمازيغية والحسانية، مؤكداً على أن
الثقافة الحسانية جزء أصيل من هذه الهوية الموحدة. وأضاف أن دستور المملكة يكرس
حماية اللهجات والموروث الثقافي الحساني باعتباره ركيزة أساسية للهوية الوطنية
المغربية.
كما استعرض لحويدك حرص الملك محمد السادس على الحفاظ على التراث الثقافي
الصحراوي وتعزيز الثقافة الحسانية، مؤكدًا أنها ليست مجرد جانب اقتصادي أو
محلي، بل مشروع مجتمعي متكامل يهدف لصيانة كرامة الإنسان وتعزيز الانفتاح على
القيم الحضارية العالمية.
ولفت إلى أن الثقافة الحسانية، بشقيها المادي والمعنوي، تحمل قيم السلام
والتعايش والكرم والتضامن، وهي تعكس تواصل الحاضر مع الماضي واستشراف المستقبل،
مؤكداً أن الشعر الحسانى والأمثال الشعبية تحمل رسائل إنسانية تحض على الحوار
والتعاون والاحترام المتبادل.
كما أبرز لحويدك أن الثقافة الحسانية لعبت دورًا تاريخيًا في الربط بين
الثقافات والحضارات، من العربية والأمازيغية إلى الإفريقية، مؤكداً أنها تشكل
جسراً للتبادل المعرفي والحضاري بين الشمال والجنوب.
واختتم مداخلته بالتأكيد على أن الثقافة الحسانية ليست مجرد ذاكرة محلية، بل
رصيد إنساني عالمي يعزز السلام والتواصل بين الشعوب، داعياً إلى العمل على صون
هذا التراث ونشر رسائله الإنسانية باعتباره جسرًا للمحبة والتعايش.