-->

آخر الأخبار

جاري تحميل ...

اخبار جهوية

اخبار وطنية

السلطة الرابعة



السياحة في المغرب تحقق طفرة استثنائية



 

 

السبت 14 دجنبر 2024

  

شهد قطاع السياحة عامًا استثنائيًا مع قرب انتهاء سنة 2024، باستقباله حوالي 15.9 مليون سائح خلال الأحد عشر شهرًا الأولى، مسجلًا زيادة بنسبة 20% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، أي بنمو بلغ 2.6 مليون سائح، وهي الزيادة التي تأتي في إطار مساعي وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لتحقيق هدف استقطاب 26 مليون سائح بحلول عام 2026، وجعل المملكة من بين أفضل 15 وجهة سياحية عالمية.

 


وحسب وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، هذا النمو الملحوظ في عدد السياح يعود إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها الزيادة الكبيرة في عدد السياح الأجانب التي بلغت 23%، ما يعادل حوالي 1.5 مليون زائر إضافي، بالإضافة إلى تسجيل عدد المغاربة المقيمين بالخارج (MRE) نموًا قويًا بنسبة 17%، مما ساهم في إضافة 1.1 مليون سائح إضافي إلى الأرقام الإجمالية.

 

واللافت في الأرقام التي عمّمتها وزارة السياحة، أنه خلال شهر نونبر وحده، شهد القطاع السياحي زيادة استثنائية في عدد السياح الوافدين إلى المغرب، حيث بلغ العدد حوالي 1.3 مليون سائح، مسجلاً نموًا غير مسبوق بنسبة 31% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.

 

وفي تعليق لها على هذه الأرقام القياسية، قالت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، إن "المغرب يعيش مرحلة غير مسبوقة في التاريخ الديناميكي للسياحة"، مشيرة إلى أن هذا النمو يعكس قوة الاستراتيجية السياحية المعتمدة.

 

واعتبرت المسؤولة الحكومية، أن هذه الأرقام تعد دليلًا قويًا على نجاح خارطة الطريق التي وضعتها الحكومة، وتشير إلى بداية مرحلة جديدة في تطور القطاع السياحي في المغرب، مؤكدة أن هذه الإنجازات تمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق الهدف الطموح المتمثل في جعل المغرب من بين أفضل 15 وجهة سياحية عالمية، وهو هدف يترجم الرؤية الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة على الخريطة السياحية الدولية.

 

وفي سياق تعزيز مكانة المغرب كوجهة سياحية عالمية، عملت المملكة على تكثيف حملاتها الترويجية عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مع التركيز على تنوع المنتج السياحي، بما في ذلك السياحة الثقافية، البيئية، والشاطئية، بالإضافة إلى السياحة المرتبطة بالتراث التاريخي والمعماري.

 

وهذا التوجه أسهم بشكل مباشر في استقطاب سياح جدد، حيث لم تعد المملكة تقتصر على أسواقها التقليدية في أوروبا فحسب، بل وسعت نطاقها ليشمل مناطق جديدة في الشرق الأوسط وآسيا. وقد تزامن ذلك مع تحسن العلاقات مع الدول الكبرى في قطاع السياحة، وفتح خطوط جوية جديدة، مما ساعد في زيادة تدفق السياح إلى المغرب.

 

 ومع حلول عام 2024، أصبحت هذه الحملات أكثر شمولية وابتكارًا، حيث لعبت الحملات الرقمية عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في تسويق المغرب على الصعيد العالمي، ما أتاح الوصول إلى جمهور جديد مع التركيز على التنوع السياحي الذي يميز المملكة.

 

 

وتعد السياحة الشاملة، أحد العناصر التي ساهمت في توزيع الزيادة في السياح على مختلف جهات المغرب، إذ لم تقتصر الوجهات السياحية على المدن الكبرى مثل مراكش وفاس، بل شهدت مناطق أخرى على غرار ورزازات والداخلة والعيون وأكادير إقبالًا متزايدًا من السياح، وبالتالي هذا التوزيع أسهم في دعم الاقتصاد المحلي في المناطق التي كانت تفتقر إلى النشاط السياحي الكبير، ويظهر ذلك من خلال الزيادة في عدد السياح الذين زاروا هذه المناطق.

 

من جهة ثانية، أسهمت التطورات في البنية التحتية في تسهيل تنقل السياح داخل المملكة، ومن بين أبرز التحسينات كان توسيع شبكة الطرق والمطارات وتحديث مرافق الإقامة في مختلف أنحاء البلاد، كما تم التركيز على تطوير السياحة البيئية، إذ تم تقديم تجارب سياحية جديدة تتناسب مع احتياجات السياح الذين يفضلون السياحة المستدامة.

 

ويأتي هذا، في وقت أعلنت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني عن مجموعة من الإجراءات والخطوات المقررة في برنامج عملها للسنة المالية 2025، والتي تهدف إلى تسريع الوصول إلى هدف استقطاب 26 مليون سائح بحلول عام 2026، من خلال مواصلة تطبيق خارطة الطريق السياحية على المستوى الجهوي، و التوقيع على العقود التطبيقية الجهوية المتبقية ورفع عدد المستفيدين من البرامج الموجهة للنهوض بالقطاع. في هذا السياق، سيتم دعم 570 مستفيدًا إضافيًا من برنامج "Cap Hospitality" في مجالات الدعم التقني والاستثمار، بموجب اتفاقية مع صندوق محمد السادس للاستثمار.

 

وحسب فاطمة الزهراء عمور، سيتم المصادقة على كفاءات 1450 مستفيدًا إضافيًا في مجالات الفندقة والمطاعم وغيرها من المهن ضمن برنامج "كفاءة" التابع للوزارة، بالتعاون مع الكونفدرالية الوطنية للسياحة. وستواصل الوزارة أيضًا تدريب 2500 مستفيد إضافي من برنامج تكوين الأطر المتوسطة و1000 مستفيد آخر من برنامج التكوين المستمر بمؤسسات التكوين المهني، إلى جانب ترقية 4 من هذه المؤسسات وفقًا لمعايير التميز في إطار برنامج "Cap Excellence" بالشراكة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.

 

وفيما يتعلق بالترويج والتسويق السياحي، تعتزم الوزارة تسريع جهودها من خلال إطلاق النسخة الجديدة من بوابة زيارة المغدب، وتوسيع نطاق حملة "المغرب، أرض الأنوار"، بالإضافة إلى مضاعفة الرحلات المباشرة من الأسواق السياحية الواعدة، فيما وعلى صعيد تشجيع الاستثمار، الوزارة ستواصل تسريع توقيع العقود الجهوية المتبقية لتنفيذ خارطة الطريق السياحية، وإنشاء شركات التنمية الجهوية في مناطق كلميم واد نون، فاس مكناس، العيون الساقية الحمراء، الداخلة واد الذهب، مراكش آسفي، بالتوازي مع استكمال تنفيذ برنامج "Cap Hospitality" وبرنامج  "Go Siyaha".

 

وكان المغرب، قد تصدر قائمة الدول المنافسة في عدد السياح الوافدين خلال السبعة أشهر الأولى من العام 2024، حيث بلغ النمو في المغرب 15%، مقارنة بـ12% لجزر الكناري و8% لتركيا. كما بلغ عدد السياح في مراكز الحدود 13.1 مليون سائح بين يناير وسبتمبر، بزيادة بلغت 18% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، أما بالنسبة لمؤسسات الإيواء السياحي المصنفة، فقد سجلت البلاد 21 مليون ليلة مبيت خلال التسعة أشهر الأولى من 2024، بزيادة قدرها 10% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، مع نسبة ملء بلغت 50% بزيادة نقطتين مئويتين عن العام السابق.

 

وبلغت عائدات القطاع السياحي، من يناير إلى غشت 2024 بلغت 76.4 مليار درهم من العملة الصعبة، بزيادة قدرها 7% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. في حين بلغ الغلاف الإجمالي لميزانية الوزارة للسنة المالية 2025 مليارين و226 مليون درهم، منها مليار و868 مليون درهم مخصصة لقطاع السياحة، و466 مليون درهم لقطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

 

إقرأ أيضا

الرياضة

عين على الفيسبوك

الاقتصاد

أخبار العالم

-->