الإثنين 16 شتنبر 2024
يبدو أن الإستراتيجيّة السياحية الوطنية تواصل شدّ الانتباه على مستويات كثيرة، آخرها حلول المغرب في المرتبة الثانية إفريقيا بعد مصر، بعد أن تمكنت المملكة من إزاحة جنوب إفريقيا من “وصافة القارة سياحيّا”، وفق تصنيف شركة “بلوم كنسولتين” Bloom-consulting، المتعلق بالعلامات السياحية (2024 – 2025)، التي تشتغل مع الحكومات منذ سنوات حول تأهيل بعض الوجهات.
وفقاً للتصنيف
المذكور، الذي اطلعت عليه هسبريس، فإن المغرب كان من الدول التي حققت “أكبر
تحسّن”، مسجلا أنه “لأول مرة على الإطلاق يتخطى جنوب إفريقيا، بحيث تمكن من الوصول
إلى المركز الثاني خلف مصر، ملقيا ببريتوريا إلى المركز الثالث”، وموضحاً أن “تحسن
هذا البلد ظهر بشكل واضح من خلال التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتواجد
رقميا”.
الوثيقة أرجعت
هذا “التقدم” أيضا إلى “مرونة” البلد الشمال إفريقي في مواجهة التحديات والطوارئ،
كما جرى في تدبير “زلزال 8 شتنبر” الذي ضرب مناطق الحوز وشيشاوة وتارودانت، معتبرة
أن هذه القدرة على الدفع بالمرونة إلى حدها الأقصى في هذه الأزمة جعلت البلاد
حاسمة في تشكيل العرض السياحي المستقبلي؛ والمواصلة على المنوال نفسه ستوفر بيانات
أكثر دقّة تسعف في التحليل وتساعد في عملية التصنيف مستقبلاً.
المصدر الذي
يجرد العلامات السياحية في العالم وجد كذلك أن هناك “أداء مستقرا في مجالات أخرى”
متصلة بالشأن السياحي، “عززت من الجاذبية المتزايدة” للوجهة السياحية الوطنية،
الأمر الذي مكن المغرب من التواجد على هرم القارة كلها من حيث العرض السياحي، خلف
الوجهة المصرية التي “صعدت ستة مراكز في التصنيف العالمي، وصارت الآن ضمن المراكز
الـ25 الأولى دوليا”، حسب التصنيف ذاته.
التقرير وضّح أن
إثيوبيا شهدت بدورها “تحسنا رائعا” وعرفت “انتعاشة لافتة”، جعلتها تجني أربع نقط
إضافية هذه المرة، وتحلّ في المرتبة الـ9، مشيرا إلى أن هذا البلد أهل صناعته
السياحية وجاذبيته رغم استقرارها الهش في الوقت الحالي، وزاد: “هذا التحسن، الذي
تميز بمكاسب طفيفة على مستوى الربط السياحي وكذلك الحضور على وسائل التواصل
الاجتماعي، جعل هذا البلد يطلق بوادر أمل في تصنيفات مستقبلية”.
أوغندا بدورها
عدتها الوثيقة بمثابة دولة ناهضة بقوة سياحيا من خلال هذا التصنيف؛ ورغم أنه وضعها
ضمن المرتبة الـ11، فقد سجل أنها استعادت “المركز المفقود في تصنيف العام الماضي”،
مرشحا إياها أن تغدو في خانة “الكبار إفريقيّا” أي “ضمن أفضل 10 علامات تجارية
سياحية في القارة، بفعل التحسن الواضح في العائدات السياحية على المستوى
الاقتصادي”.
وبخصوص الدول
الإفريقية التي عرفت تراجعا في التصنيف كانت جنوب إفريقيا أول الأقطار التي
استدعاها التقرير بعد أن أزاحها المغرب من المرتبة الثانية التي استقرت فيها لمدة
غير يسيرة، وأورد أن “التأثير المستمر للوباء على صناعة السياحة في السنوات التي
أعقبت جائحة كوفيد19 جعل الصحوة داخل هذه الوجهة بطئية، فضلا عن ضعف أدائها على
وسائل التواصل الاجتماعي، إلخ”.
وبالنسبة لغانا
قال التقرير إنها كانت بدورها من الدول “العائدة إلى الخلف”، إذ “خسرت المركزين
اللذين اكتسبتهما في نسخة التصنيف الأخيرة”، مرجعا ذلك إلى “الانخفاض الحاد في
الإيرادات السياحية، رغم ظهور بوادر التعافي (من تبعات الجائحة) عام 2022؛ فضلا عن
الانخفاض الطفيف في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي”. ولذلك حلت غانا في المركز
الـ14 من التصنيف.
وبالنسبة
للقارات الأخرى فإن “الرقعة العجوز” من الكوكب مثلاً شهدت تألق إيطاليا، صاحبة
المرتبة الأولى، وتركيا في المركز الرابع؛ فيما أفسحت إسبانيا، “وصيفة القارة”،
رغم عائدات السياحة القوية، المجال للتقدم الشامل لإيطاليا، لتحلّ ألمانيا في
المرتبة الثالثة. وبين التقرير أن سلوفينيا (الرتبة 20) وبولندا (الرتبة 16) شهدتا
“تحسنا مطردا”؛ إذ تعافت بولندا بشكل ملحوظ من الانخفاضات السابقة، وهو حدث غير
متوقع بالنظر إلى قربها من الحرب الروسية الأوكرانية.
أمّا القارة
الآسيوية فكانت القيادة فيها من نصيب اليابان، المكتسحة للمرتبة الأولى، وبعدها
تايلاند، وثالثا الهند التي دخلت هذه المرة خانة “أفضل 5” في هذه الرقعة من الكرة
الأرضية. كما تكشف الوجهة السعودية (المرتبة 10) ونظيرتها القطرية (المرتبة 13) عن
“معالم جيدة هذه المرة”؛ بينما تقول الوثيقة إن “منطقة هونغ كونغ والفلبين وتايوان
تعرف انخفاضا بسبب التأثيرات المرتبطة بالوباء على عائدات السياحة”.
وعلى مستوى
الأمريكيتين مازالت الولايات المتحدة هي الرائدة في هذه المنطقة، بعدها المكسيك
وكندا وكوستاريكا والبرازيل ثم بويرتو ريكو، فيما حلّت كوبا في المركز الـ16. وأما
أروبا Aruba وكولومبيا فسجلتا
اتجاهات تصاعدية؛ بيد أن جامايكا وبيرو رجح التقرير أنهما تعانيان من انتكاسات في
قطاعيهما السياحي.