الخميس 30 ماي 2024
يعيش المحتجزون في مخيمات تندوف بالجزائر أوضاعاً صعبة تهدد بحدوث “مأساة
إنسانية” بسبب النقص الحاد في الغذاء والماء، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة
“إلباييس” الإسبانية.
وذكرت الصحيفة ذاتها أن المحتجزين يعانون من تدهور مستمر في أوضاعهم المعيشية
بسبب تقليص المساعدات الإنسانية بشكل كبير، إذ يواجه 90 في المائة منهم انعدام
الأمن الغذائي وعدم تلقي الحد الأدنى من السعرات الحرارية، وأشارت إلى أن النقص
في الإمدادات الغذائية الأساسية يؤدي إلى سوء التغذية وانتشار الأمراض بين
السكان، خاصة الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، الذين يعاني الكثير منهم فقر
الدم وضعف النمو.
وقال أحد المحتجزين لـ”إلباييس” إنهم لم يستلموا الزيت منذ أشهر، بينما تم
تزويدهم في آخر حصة دعم بخصوص المنتجات الطازجة بنصف كيلوغرام جزر وبيضتين
للشخص الواحد لمدة شهر، فيما تحدّثت إحدى المحتجزات عن تخفيض كمية الصابون
ومنتجات التنظيف.
وتدفع الندرة المحتجزين إلى تبني إستراتيجيات البقاء الضارة، مثل خفض الحصص
الغذائية، أو بيع مواشيهم، أو خفض الإنفاق على الصحة، أو تقاسم المساعدات لتجنب
زيادة إحصاءات فقر الدم وسوء التغذية.
وبالإضافة إلى نقص الغذاء يعاني المحتجزون من ندرة المياه النظيفة، بحيث تعتمد
المخيمات على إمدادات المياه التي تنقلها الشاحنات، لكن هذه الإمدادات، وفق
المصدر ذاته، غير كافية لسد احتياجات الجميع، ما يضطر الكثيرين إلى الاعتماد
على مياه غير صالحة للشرب.
واستناداً إلى تصريحات محتجزين بالمخيمات للصحيفة الإسبانية ذاتها فإن
معاناتهم لا تقف عند حد النقص في الغذاء والماء، بل تمتد إلى انتشار الفئران
والصراصير والنمل ومختلف الحشرات في أماكن عيشهم.
ويعود تفاقم الأزمة الغذائية، وفق “إلباييس”، جزئياً إلى تقليص التمويل الدولي
المخصص للمساعدات الإنسانية، إذ تراجعت مساهمات العديد من الدول المانحة
والمنظمات الدولية بسبب الأزمات الاقتصادية العالمية، ما دفع برنامج الأغذية
العالمي التابع للأمم المتحدة إلى تخفيض سلة المنتجات الأساسية التي يوزعها في
مخيمات تندوف بنسبة 30 في المائة.
لكن في مقابل ذلك تشير تقارير إعلامية دولية أخرى بأصابع الاتهام إلى استيلاء
جبهة البوليساريو الانفصالية على المساعدات الدولية وبيعها.
