بعد دعوة جنوب إفريقيا لجبهة البوليساريو لقمّة مجموعة "البريكس".. بوريطة يجري اتصالا مع وزير الخارجية الهندي

 

الإثنين 21 غشت 2023

 

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مباحثات هاتفية اليوم الأحد مع وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار.

 

وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن الوزيرين "نوها بالمستوى الرفيع الذي بلغته الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والتي تم إرساؤها بمناسبة الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس، للهند في نونبر 2015، كما استعرضا الفرص والآليات الرامية إلى الإرتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أكثر طموحا".

 

  

 

وأضاف البلاغ أن الوزيرين تباحثا أيضا بشكل معمق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما علاقات المملكة مع مجموعة "البريكس".

 

يأتي ذلك، في الوقت الذي نقلت فيه مصادر إعلامية أن جنوب إفريقيا، تنوي تقديم جبهة "البوليساريو" كعضو مشارك ضمن دول إفريقية في قمّة "البريكس" المقبلة التي من المزمع أن تنعقد ما بين 22 و24 من الشهر الجاري بجنوب إفريقيا.

 

ولهذا، السبب تحركت الديبلوماسية المغربية، أمس، السبت، حينما أكدت من خلال مصدر مأذون، بـ"أن التفاعل إيجابا مع الدعوة للمشاركة في اجتماع بريكس/إفريقيا، المرتقب في جنوب افريقيا أو المشاركة في هذا الاجتماع على أي مستوى كان، لم يكن واردا أبدا بالنسبة للمملكة المغربية".

 

كما أكد المغرب أنه غير معنية بأي ترشيح للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، حيث سبق لوزيرة الخارجية لجنوب إفريقيا أن أعلنت أن المملكة المغربية ضمن الأسماء المرشحة للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية التي تضم كل من الصين وروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند.

 

ووفق ذات المصادر فإن جنوب إفريقيا دعت جبهة "البوليساريو" ضمن المشاركين في القمّة، وهو ما اعتبرته الرباط دعوة منها، وبصفتها الشخصية، وليس من المجموعة أو الاتحاد الإفريقي، مشيرة إلى "أن جنوب إفريقيا أبدت، دائما، عدوانية مطلقة تجاه المملكة، واتخذت بطريقة ممنهجة مواقف سلبية ودوغمائية بخصوص قضية الصحراء المغربية. كما أشار إلى أن بريتوريا ضاعفت، على الصعيد الداخلي وفي إطار الاتحاد الافريقي، من سلوكياتها المعادية بشكل سافر للمصالح العليا للمغرب".

 

وأكدت الخارجية المغربية عبر مصدرها المأذون "أن دبلوماسية جنوب إفريقيا معروفة بتدبيرها اللاجدي والارتجالي والاعتباطي في مجال تنظيم مثل هذا النوع من الأحداث" وكدليل على ذلك "أشار المصدر ذاته إلى الخروقات البروتوكولية المتعمدة والاستفزازية، التي اتسمت بها دعوة المغرب لهذا الاجتماع. والأسوأ من ذلك، يبدو أن العديد من الدول والكيانات دعيت بشكل تعسفي من قبل البلد المضيف دون أي أساس حقيقي، أو استشارة مسبقة مع البلدان الأعضاء الأخرى في مجموعة "بريكس".

 

وأكد المصدر نفسه أنه "قد أصبح واضحا أن جنوب إفريقيا ستعمل على تحريف طبيعة هذا الحدث وهدفه من أجل خدمة أجندة غير معلنة"، مشيرا إلى أن المغرب استبعد، منذ البداية، أي رد فعل إيجابي تجاه الدعوة الجنوب إفريقية.

 

هذا، ونفى المغرب بشكل قطعي طلبه الانضمام إلى مجموعة "البريكس" مشيرا في الآن ذاته، أنه يقيم علاقات ثنائية هامة وواعدة مع الأعضاء الأربعة الآخرين للمجموعة، كما تربطه بثلاثة منها اتفاقيات شراكة استراتيجية.

 

وهكذا، تحرك المغرب ليوضح موقفه وموقف شراكائه في مجموعة "البريكس" من حضور جبهة "البوليساريو" الانفصالية التي دعتها جنوب إفريقيا، وتحاول إقحامها ضمن سياق الاجتماع المقبل على أنها "دولة إفريقية"، وهو ما تطرق إليه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، مع وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار، اليوم الأحد، ويرتقب أن تأتي اتصالات مماثلة مع وزير الخارجية الصيني والبرازيلي لكبح طموح جنوب إفريقيا في اقحام كيان انفصالي ضمن شراكة تعني الدول المعترف بها أمميا.