-->

آخر الأخبار

جاري تحميل ...

اخبار جهوية

اخبار وطنية

السلطة الرابعة



مهرجان “ماطا” بالعرائش في سطور



 

ماطا هي لعبة قديمة توارثتها القبائل في الشمال المغربي احتفاء بالطبيعة والتاريخ، وهي عادة قديمة تقام في فصل الربيع، عندما تنتهي النساء الفلاحات من تنقية الزرع من الأعشاب الضارة والأعشاب الطفيلية ، في جو احتفالي يجمع بين طقوس موسم الحصاد والارتقاء بالتراث الفني والثقافي للمنطقة.

 

 

مع نهاية كل موسم فلاحي وبشكل خاص عند موسم جني الثمار في فصل الربيع تبدأ لعبة "ماطا" حينما يصل العمل الجماعي إلى الدوار الذي فاز بآخر منافسة، حيث تبدأ فتيات القرية الحاصلة على شرف كسب العروس في آخر موسم بصناعة دمية لهذه المناسبة  على شكل امرأة جميلة بأدوات بسيطة أهمها عيدان القصب وأوراق النباتات والأزهار ويتم تزيينها بأجمل الملابس من التقاليد المحلية وايضا من الحلي الذهبية والفضية هذه الأخيرة تصبح هي مبتغى الفرسان عند اختتام موسم الحصاد وموضع تنافس من أجل الظفر بها .

 


بعد تحضير العروس ماطا يكون الفرسان المتبارين مصطفين بأسراب الخيول حاضرين تقريبا من كل القرى الجبلية يتخلون في لعبة ماطا عن كل ما تضعه الطبيعة ليتساووا في الميدان، حيث يمتطي الفارس صهوة فرسه دون سرج الذي يحيل في صنعه وإعداده إلى مزايا ومراتب اجتماعية، فيدخلون  حلبة المنافسة أفرادا مجردين من كل امتياز طبيعي.

 

وفي اجواء احتفالية يتم تقديم العروس من طرف ثلاث نساء يخترن الشاب الذي سيدافع عن لقب قبيلته  حيث يخضع لشروط دقيقة أول هذه الشروط أن يكون الفارس والفرس قويان ومتناسقان  ويلفت الانتباه إليه بين شباب القرية  وأن يشترط في الفارس الشجاعة والقوة بالاحتفاظ بالعروس، وتكون طبعا للنساء حرية اختيار الشاب الذي أبان عن مقدرته .

 

فتبدأ عملية توزيع الأدوار،وعلى من تم اختياره لحمل العروس ” ماطا” أن يخضع للتذكير بقيم المنافسة وقواعدها ونصائح كثيرة حيث يتم تذكيره بقيم الفروسية وتحذيره من أن تسقط العروس “ماطا” في يد المنافسين الآخرين.

 

 

في مابعد يصطف الفرسان في خط واحد يتقدمهم حامل العروس ” ماطا” بمسافة محددة في خمسة أمتار يحمل في يده عروسه ماطا .لتبدأ بعد ذلك بداية المناوشات والتناكب حيث يحاول كل سرب الانفراد بالفارس في الوقت الذي يحاول شبان قريته دفع باقي المنافسين عنه وتستمر لعبة الكر والفر على مساحة شاسعة لا حدود لها ، وحالما ينجح أحدهم بالهرب  بالعروس إلى قريته ومكانه ، يتم إعلانه فائزا، ويصبح فارس السنة.

 

ويبقى الحفاظ  واحتضان لعبة ماطا موروث تاريخي للشعوب لابد منه لما تحمله من شعور بالانتماء والأمان بالنسبة للمجتمعات الحديثة

إقرأ أيضا

الرياضة

عين على الفيسبوك

الاقتصاد

أخبار العالم

-->