جبهة "البوليساريو" تستعد للمؤتمر السادس عشر لانتخاب زعيمها
السبت
7 يناير 2023
تستعد جبهة "البوليساريو" الانفصالية لعقد مؤتمرها
السادس عشر بين 13 و17 يناير الجاري، من أجل انتخاب من سيقودها لسنوات أخرى، بعد
انتهاء فترة إبراهيم غالي، الذي يبقى هو الأكثر حظا للفوز بولاية جديدة وفق ما
تتداوله العديد من المنابر الإعلامية الموالية للجبهة الانفصالية التي يوجد مقرها
في صحراء تندوف بالجزائر.
ووفق ذات المصادر، فإن هذا المؤتمر يأتي في ظروف يطبعها الاحباط في
أوساط العديد من المنتمين لهذه الجبهة الانفصالية، بعد عامين من عودة المواجهات
العسكرية مع القوات المغربية في الصحراء، دون أن تستطيع مليشيات
"البوليساريو" من تحقيق أي تقدم أو انتصار على الأرض، بل مُنيت بهزائم
عديدة، أبرزها طرد عناصرها من معبر الكركرات الذي أصبح سيطرة كاملة للقوات
المغربية.
كما أنه مقابل الهزائم العسكرية الميدانية لجبهة
"البوليساريو"، فإن هزائم أخرى دبلوماسية تلقتها هذه الجبهة الانفصالية،
خلال السنتين الأخيريتين، والمتمثلة في الدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم
الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء، والتي تصفها الأبواق الإعلامية للجبهة
بـ"المؤامرة الدولية" للإجهاز على "حق الشعب الصحراوي في تقرير
مصيره".
كما أثرت الحرب الروسية الأوكرانية والأزمات الدولية المرتبطة
بالاقتصاد وتداعيات فيروس كورونا على الحياة بشكل عام داخل "مخيمات
تندوف"، حيث تسود حالة من السخط في أوساط القاطنين هناك، ما تزايد اليأس من
قادة "البوليساريو"، خاصة في ظل عدم قدرتهم على تحقيق أي نتائج تُدعم
الشعارات التي يرفعونها المتمثلة بقدرتهم على هزم القوات المغربية وفرض نفسهم على
المنتظم الدولي كـ"أصحاب حق".
لكن
بالرغم من كل هذه المشاكل والهزائم، فإن المنابر الإعلامية الموالية
لـ"البوليساريو"، تتوقع أن يتم التصويت على إبراهيم غالي للاستمرار في
قيادة الجبهة، في ظل عدم وجود منافس قوي، حيث يُتوقع أن يكون المنافس الوحيد هو
البشير المصطفى السيد، لكن إبراهيم غالي يحظى بنوع من القبول، خاصة لدى الفئات
الشابة الراغبة في تصعيد الحرب ضد المغرب، وهو الخطاب الذي يُركز عليه إبراهيم
غالي.
ويتوقع الكثير من المتتبعين لشؤون جبهة "البوليساريو"
الانفصالية، أن يعمل قادة الجبهة خلال المؤتمر المقبل، لتكرار شعارات التصعيد
بنبرة أكثر تحد، من أجل جلب الدعم الكافي من طرف قاطني المخيمات، بالرغم من أنهم
يُدركون أن الحرب ضد القوات المغربية التي تتوفر على أسلحة أكثر تطورا وتقدما، هي
مغامرة "انتحارية"، ولن يكون لها أي مردود على الميدان.
ويعترف الكثير من أتباع "البوليساريو"، أن الجبهة لم
تستطع تحقيق أي تقدم على الأرض منذ عودة المواجهات في أواخر سنة 2020، بالرغم من
البيانات العسكرية العديدة التي تنشرها الجبهة بشكل يومي، وتتحدث فيها عن أقصاف
وخسائر كبيرة في صفوف القوات المغربية، لكن لا يُقابل تلك البيانات أي شيء ملموس
على أرض الواقع.
وتزامنا مع هذه الانتكاسات التي تتلقها الجبهة الانفصالية، فإن
المغرب يُحرز تقدما كبيرا نحو حل صراع الصحراء، وتمكّن خلال عامين، من حصد الكثير
من الأصوات المدعمة على المستوى الدولي لمقترح الحكم الذاتي، إضافة إلى إحراز تفوق
ميداني عسكري على الأرض تمثل في إنهاء جميع مناوشات "البوليساريو" بمعبر
الكركرات.