عاشت مدينة العيون، مساء اليوم الخميس،
فرحة عارمة وحماسا منقطع النظير، ابتهاجا بتأهل أسود الأطلس لثمن نهاية كأس العالم
بقطر 2022 .
فقد احتشدت جماهير حاضرة الصحراء، وهي تحمل الأعلام الوطنية، بشوارع المدينة وازقتها وساحاتها واحيائها، وبجميع شرايين هذه المدينة، لتتوجه نحو ساحة المشوار، وهي تهتف وتشيد بالانجاز التاريخي للمنتخب الوطني الذي طال انتظاره.
فلا صوت يعلو على منبهات
السيارات والدرجات النارية وصوت المزامير وهتاف الجماهير، أجواء الفرحة هاته أنعشت
قلوب المغاربة داخل الوطن وخارجه وكل شرائحه أطفالا وشبابا نساء ورجالا، انها
الفرحة بانتصار أسد الأطلس.
لقد عاشت الجماهير بمدينة
العيون عشية هذا اليوم أجواء حماسية، والتي ظلت مستمرة ومتواصلة الى وقت متأخر من
الليل، وهم يهتفون ويغنون ويشيدون بهذا الانجاز، حقا إنها مناسبة انتظرها الشعب
المغربي لما يقرب 36 سنة أي منذ 1986 لم يذق طعم الفرحة الذي عاشها اليوم
.
لقد فعلها الناخب
الركراكي، قولا وفعلا، إنه بحق الرجل المناسب، والمدرب الوطني، الذي استطاع ان
يقود سفينة المنتخب الوطني بأمان واقتدار ليحقق حلم المغاربة، ويصنع من فريقه
فريقا نموذجيا في هذه المحطة الرياضية الجماهرية.
فقبل ساعتين من بدء
اللقاء، كانت جميع المقاهي وجنباتها مملوءة عن آخرها حيث اضطر ارباب المقاهي الى
وضع الشاشات التلفزيونية خارج المقاهي لتوفير الظروف للجماهير لمتابعة اطوار هذه
المباراة الحاسمة، في أجواء حماسية واحتفالية، دعم مستمر ومتواصل للمشجعين من جميع
الأعمار، وهم يلوحون بالأعلام الوطنية نصرة وتأييدا للمنتخب الوطني طوال المباراة.
الصمت العميق الذي أحاط
بالمدينة، وعلى غرار جميع مناطق المملكة خلال الدقائق التي جرت فيها أطوار هذه
المباراة، كان دافعا لإطلاق العنان لهتاف الجماهير للتعبير عن فرحتهم، مباشرة بعد
صافرة النهاية، وخلق أجواء من البهجة اختلطت فيها المشاعر الجياشة بالوطنية،
والفخر والحماس الوطني، حيث تشكلت على الفور مواكب كبيرة للسيارات، والدراجات
النارية، تحمل الأعلام المغربية، وبدأت تتجول في شوارع وأحياء عاصمة الصحراء
المغربية.
اكتست ساحة الدشيرة، وسط
المدينة، حلة حمراء ملتحفة بالأعلام الوطنية، بينما اكتظت شوارع مكة والقيروان
ومحمد السادس، الشرايين الرئيسية للمدينة، بالآلاف من المشجعين المبتهجين الذين
حجوا للتعبير عن فرحتهم العارمة بهذا العمل التاريخي الذي انتزعه جيل جديد من
لاعبي كرة القدم المغاربة من عيار أشرف حكيمي وحكيم زياش وزكريا أبو خلال ويوسف
النصيري وعبد الحميد الصابيري ونصير المزراوي وسفيان بوفال.
وبساحة المشوار المحطة
الرئيسية لجميع الجماهير، والتي امتلأت عن آخرها أقيمت حلقات وتجمعات للنساء
والشباب والرجال من مختلف الاعمار ابتهاجا بمجد أسود الاطلس، في أجواء احتفالية
اختلطت فيها مشاعر الوطنية والاعتزاز الوطني، وردد المشجعون النشيد الوطني، وهتفوا
بأسماء لاعبي المنتخب الوطني، وأغاني وطنية مثل ” العيون عينية”، و”مبروك علينا
هادي البداية”.
لقد خرج المواطنون من
أطفال وشباب ونساء ورجال، بما في ذلك أفراد الجاليات الأفريقية المتواجدة بمدينة
العيون التي أبت الا ان تشارك المغاربة فرحتهم هاته، الى الشوارع والساحات
العمومية والحدائق لإطلاق العنان لفرحهم، ورفع قبعاتهم لهذا الانجاز الفذ والجديد
لأسود الأطلس الذي أضاف منتخب كندا إلى قائمته بعد بلجيكا.
ومن خلال مواكبة وكالة
المغرب العربي للأنباء، لهذا العرس عبر عدد من سكان مدينة العيون نساء ورجال وشباب
عن سعادتهم وارتياحهم لهذا الإنجاز الذي حققه المنتخب الوطني، والذي مثل كرة القدم
المغربية أحسن تمثيل على المستوى الدولي.
وأشادوا بإنجاز المنتخب
الوطني مرددين “شكرا جزيلا للاعبين الذين بذلوا قصارى جهدهم لانتزاع هذا الانتصار
التاريخي، وهو الأول لكرة القدم المغربية ضد المنتخب الكندي”.
وأضافوا “بعد ما يقرب من
36 عاما، تأهلنا أخيرا لدور الثمن بفضل جيل جديد من اللاعبين الذين لديهم كل
المواصفات والمؤهلات لرفع العلم الوطني بين الدول الكبرى في كرة القدم العالمية”.
حاز المنتخب المغربي لكرة
القدم على تذكرته لدور الثمن لكأس العالم 2022، معيدا بذلك إنجاز المكسيك 1986،
بفوزه على كندا بهدفين مقابل هدف واحد (الشوط الأول: 2-1)، أمس الخميس على ملعب
الثمامة في الدوحة، في إطار الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة F.
لقد حقق أسود الأطلس هذا
الفوز بفضل هدفي حكيم زياش (الدقيقة 4) ويوسف النصيري (الدقيقة 23) ، بعد قتال شرس
في وسط الملعب وضعهم في مواجهة منافس لم يبق لديه ما يخسره، والذي كان يلعب بكل ما
لديه.
وبهذا الفوز حصل أسود الأطلس على رصيد سبع نقاط
وتربعوا في صدارة مجموعتهم، متقدمين على كرواتيا (5 نقاط) التي ترافقهم في الجولة
التالية بعد تعادلها (0-0) مع بلجيكا، في المباراة الأخرى لهذه المجموعة.