الثلاثاء 15 نوفمبر
2022
تشارك
روسيا بـ100 جندي في المناورات العسكري التي ستجري بولاية بشار بالجزائر، على
الحدود المغرمية، والتي أطلق عليها اسم "درع الصحراء"، وهي التدريبات
التي ستبدأ اليوم الثلاثاء في ظرف مشحون، بسبب استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا
من جهة، وتهديد الجزائر بعقوبات أمريكية نتيجة استمرار تعاونها العسكري مع موسكو،
ومن جهة أخرى بسبب التصعيد الدبلوماسي بين الرباط والجزائر على خلفية قضية الصحراء.
وحسب تقارير فرنسية، فإن
الأمر يتعلق بعملية برية تستمر عدة أيام، هي الأولى من نوعها على الأراضي الجزائرية،
حيث إن المناورات السابقة مع روسيا والتي جرت في أكتوبر من العام الجاري، كانت
بحرية ونُظمت قرب ميناء العاصمة، في حين شاركت الجزائر في مناورات
"فوستوك" شرق روسيا، مبرزة أن الأمر يتزامن مع "مناخ الحرب
الباردة" مع المغرب بسبب ملف الصحراء، كما أن الجزائر عازمة على "إعادة
الاستثمار عسكريا على حدودها الجنوبية".
وفي غشت الماضي أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن مشاركة قوات روسية
في المناورات العسكرية المذكورة، وقال بيان لوزارة الدفاع في موسكو إن مناورات
"درع الصحراء 2022 تهدف إلى التدرب على "كيفية مواجهة التهديدات
الإرهابية ومكافحتها"، وستجرى في بيئة صحراوية للتدرب مع كيفية مواجهة
الإرهابيين في مثل هذه المناطق، لكن حينها تم الإعلان عن مشاركة 160 جنديا فقط من
البلدين، 80 منهم من الجيش الروسي ومثلهم من الجيش الجزائري.
غير أن روسيا أبعدت نفسها عن أي تأويل قد يربط هذه المناورات بقضية
الصحراء أو العداء الجزائري بالمغرب، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية،
ماريا زاخاروفا، في شتنبر الماضي، إنها "لا تستهدف أطرافا ثالثة تماما مثل أي
مناورة عسكرية تشارك فيها روسيا"، كما أنها "تدريبات على مكافحة الإرهاب
وهي نشاط روتيني يعتمد على البرنامج المعتمد لشراكتنا العسكرية مع الجزائر".
ويتزامن بدء هذه المناورات مع وقوع العديد من التطورات على
الأرض في الحرب الروسية الأوكرانية حيث تأتي بعد خسارة الروس لعدة مناطق في جنوب
أوكرانيا، وإعلان جيش هذه الأخيرة الدخول إلى مدينة خيرسون الرئيسية، كما أنه يأتي
بعد توصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بعريضة موقعة من طرف 27 عضوا في
الكونغرس الأمريكي يطالبون فيها بمعاقبة الجزائر بسبب استمرارها في اقتناء الأسلحة
الروسية.