-->

آخر الأخبار

جاري تحميل ...

اخبار جهوية

اخبار وطنية

السلطة الرابعة



قراءة في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 67 لثورة الملك والشعب




      ذ.الحسن لحويدك - رئيس جمعية الوحدة الترابية بجهة الداخلة وادي الذهب .

في خطاب ملكي سامي ، تميز بالصراحة والواقعية و الحرص على  صحة و سلامة المواطنين ، وما تتطلبه المسؤولية الوطنية التاريخية من تعبئة وطنية شاملة  لمواجهة جائحة وباء كورونا ، دعا جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى 67 لثورة الملك والشعب، إلى الانخراط الجماعي المواطن للشعب المغربي قاطبة للتصدي لهذا الداء الفتاك الذي يهدد ، بشراسة و سرعة مرعبة، المنظومة الصحية،  ويخلف أثارا اجتماعية ونفسية بتداعياتها على المنظومة الاقتصادية ، منبها جلالته الى ترشح الوضع الصحي الوبائي المتفاقم إلى الارتفاع، و دق ناقوس الخطر ، لأن التمادي في التهور والاستخفاف وعدم تحمل المسؤولية مع الذات والغير، تترتب عنه عواقب وخيمة لا تحمد عقباها، مما يستدعي التعامل،  بشكل جدي ، مع الحرص على تطويق الوباء، وإيقاف نزيف و زحف انتشاره السريع، كما حدث خلال الأسابيع الأخيرة .

واعتبارا لهذه المرحلة الدقيقة، التي تتطلب تحديد  المسؤوليات، في إطار من التعبئة المجتمعية الشاملة، لوقف نزيف هذه الجائحة الخطيرة و الشرسة، التي تأتي على الأخضر واليابس ، اكد جلالته انه اضحى من اللازم ، في هذه الفترة المفصلية والحاسمة ، التي تجتازها البلاد  ، رص الصفوف و تعزيز  التكتل الوطني من كل مكونات الشعب  لتغيير المنحى الخطير الذي يتخذه الوباء ، وذلك قبل فوات الأوان، لا قدر الله.

وفي هذا السياق ، اكد جلالة الملك على ان المغاربة نجحوا خلال الحجر الصحي، بل أعطوا الدروس للعالم في الانضباط والتضحية، خلال تلك ا لمرحلة الاولى، ولكنهم لم يعرفوا كيف يحافظون على هذا النجاح ، و كيف يخرجون بأمان وسلامة من الحجر الصحي ، فبداوا يتعثرون في هذه المرحلة الحاسمة جدا ، لترتفع المنحنيات الإحصائية الرقمية للوضعية الوبائية ببلادنا بشكل غير مسبوق وفي ظرف وجيز.

ومن هذا المنطلق، فالمطلوب، حسب جلالة الملك،  هو الرفع من منسوب الوطنية المسؤولة ، والتحلي بروح المواطنة الصالحة ، والتشبت بقيم التضامن والتآزر والتضحية ، فما أشبه اليوم بالبارحة ، وما أشبه ظروف ثورة 1953 التي كانت ضد المستعمر الذي كان ينهب خيراتنا وثرواتنا، ما اشبهها بظروف اليوم، حيث يتهددنا الوباء اللعين الذي يريد وأد آمالنا في تحقيق التنمية المنشودة، في شتى المجالات و  القطاعات ، مما يفرض علينا استلهام نفس الروح التي جمعت آنذاك إرادة الملكين المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني،  بإرادة الشعب المغربي .

وفي هذا الصدد ، فالمطلوب من كل الأطراف المجتمعية ، في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، ان تنخرط في تعبئة وطنية شاملة في إطار خطة خارطة طريق لاستكمال القيمة المجتمعية للتضامن والتكافل،  كما عبر عنها المغاربة في بداية مرحلة ظهور الجائحة ، على أساس إستكمال مقومات هذا النجاح لينبثق من جديد تكريس هذه القيم المواطنة المغربية الأصيلة .

وفي هذا المضمار ، يجب ان يركز المواطن المغربي على فهم وتفهم الواقع الحالي بروح من المسؤولية ، استلهاما لما ورد في الخطاب الملكي من رصد دقيق لواقع الحال ، وما يقتضيه،  أكثر من أي وقت مضى ، من مزيد  الانضباط و الالتزام بمواصلة احترام و تطبيق الإجراءات  الاحترازية و التدابير الوقائية ، عن طريق ضبط السلوك الخاص بهذه التدابير .

وفي هذا الإطار ، ينبغي على كل الأطراف ، دولة ومؤسسات وقوى حية ومجتمع مدني ومختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ، وبالخصوص المواطن ،  ان ينصب الجميع على مواصلة التحسيس والتوعية والتعبئة لكسب رهان التصدي لجائحة فيروس كوفيد  19 .

فكفى كما يقول جلالة الملك ، من الاستهتار، وكفى من إنكار المرض، وادعاء التعرض للمؤامرة، وكفى من عدوى الآخرين ، فالفيروس لا يفرق بين القرى والمدن ، وبين الشباب و المسنين،  والمسلمين وغيرهم، وبين المرضى والأصحاء...
وعليه ، فإن كسب الرهان يكمن في القدرة، في الأيام والأسابيع المقبلة ،على الرفع من وعي الشعب الذي صارت الكرة الان بشكل جلي في ملعبه ، و يتعين عليه أن يقرر حماية نفسه وحماية المجتمع من الوباء، من خلال تغيير السلوك وتبني نمط العيش الجديد الذي فرضه كورونا على العالم أجمع في انتظار اللقاح.

       وبهذا يكون جلالة الملك قد خاطب الشعب في حسه الوطني و وجدانه الجمعي ، مذكرا إياه بالعواقب الخطيرة و الوخيمة ، التي قد تترتب عن تمادي البعض في تجاهل قواعد التباعد الاجتماعي ، ووضع الكمامات ، والسفر ، والتنقل بدون ضرورة واضحة ، والتي، لا قدر الله ، قد تصل إلى حد اعادة فرض الحجر الصحي الشامل ، مع ما يعنيه ذلك من  عواقب و مخلفات وخيمة نفسية واقتصادية واجتماعية.

ولذلك ، فان الخلاص الذي ينشده جلالة الملك هو الخلاص الجماعي، مما يعني أن لا مناص لكل المغاربة من تطبيق الإجراءات الاحترازية اذا كنا نطمح الى تحسين المؤشرات الوبائية المقلقة، لأن القضية هي قضية ان نكون او لا نكون !

إقرأ أيضا

الرياضة

عين على الفيسبوك

الاقتصاد

أخبار العالم

-->