-->

آخر الأخبار

جاري تحميل ...

اخبار جهوية

اخبار وطنية

السلطة الرابعة



رابطة الدكاترة والباحثين الشباب تنظم اول ملتقى علمي و ثقافي لها بالسمارة





عرفت دار الثقافة الشيخ سيدي احمد الرگيبي بالسمارة عرسا ثقافيا وعلميا الأول من نوعه في الإقليم نظمته رابطة الدكاترة والباحثين الشباب بالسمارة تحت عنوان " الساقية الحمراء ووادي الذهب: الذاكرة والذات والرموز" حيث أفتُتِحَ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. تلتها تدخلات المساهمين والداعمين لهذا الملتقى من مندوبية الثقافة بالسمارة كمحتضن و الكلية المتعددة التخصصات بالسمارة كمشارك، حيث شددت مداخلاتهم على أهمية الملتقى وموضوعه.

هذا وقد غصت جنبات قاعة الندوات بحضور كمي ونوعي للمهتمين بسؤال الهوية وبصمو على نجاح النشاط، ليُفْسَحَ المجال بعد ذلك لمداخلة الأساتذة الأجلاء التالية أسمائهم:

‌ المداخلة الأولى: الدكتور الدحمي محمد أدهش الحضور بمداخلته حول الخيمة الصحراوية ووصفه الرائع لها معرجا على دراسته الميدانية الانثروبولوجية باعتبار الخيمة إرث وجب تدريسه للأجيال وكهندسة اجتماعية وحرفة نسائية بامتياز وجب الحفاظ عليها على الدوام. مداخلة الدكتور الدحمي شهدت تفاعلا كبيرا من قِبَلِ الحاضرين، كيف لا وهو يعتبر أحد أبرز الباحثين الانثروبولوجيين بالسمارة، عُرفَ بحضوره الوازن في مختلف الملتقيات العلمية بقضايا ذات صلة بالانثروبولوجيا والصحراء.

‌ المداخلة الثانية :الدكتور ماء العينين النعمة ضيف الرابطة من أگادير سلط الضوء على موضوع المخطوطات في الصحراء والتحقيق كعلم من علوم النص مشيرا إلى أن منطقة الصحراء تمتاز بالمحافظة على الكثير من المخطوطات التي تحظى بأهمية بالغة في مجال البحث العلمي فهرسة وتصنيفا. بالإضافة إلى أن الباحثين واستغلالهم الرقمي والالكتروني سيسدي خدمة جليلة لإخراج هاته المخطوطات من رفوف الخزانة نحو فضاء النشر، مضيفا أن عن عدم تسليم المخطوطات للأجانب كفيل بالحفاظ على موروث الخزائن العلمية.

‌ المداخلة الثالثة: تطرق فيها الدكتور سليمة آمرز لسيميولوجيا الرمز والأسطورة في ثقافة البيظان مع تقديم الخرافة والأسطورة كشيء مقدس لمن يؤمن بهما. ثم تأتي اللهجة الحسانية التي تتسم بالشعرية وفي نفس الوقت تحظى بكم هائل من التناقضات والغموض، وتتطلب نوعا من السيميولوجيا المعمقة، كما أشار إلى بعض المصطلحات التي تعد بمثابة خزان للمعاني كالشيطان وارتباط المرأة بإبليس وكذا الغراب باعتباره نذير شؤم عند أهل الصحراء والعرب عامة.

 المداخلة الرابعة: الأستاذ‌ محمد مولود بيبا رئيس جمعية ميران وصاحب مبادرة "ما تمس ترابي" أثار موضوع المواقع الأثرية بمنطقة الساقية الحمراء، الأضرار والإكراهات وسبل التثمين والمحافظة عليها من الإستغلال، وشدد على أن منطقة الساقية الحمراء جد غنية بالشواهد التاريخية التي تعود إلى عصور قديمة وجب إجراء دراسات وبحوث ميدانية وتقييمها وتوفير كل آليات حماية هذا التراث الإنساني الضارب في أعماق التاريخ.

 المداخلة الخامسة: الدكتور عبد المولى بابي الذي تحدث عن أهمية التأريخ كعلم يصون الذاكرة والأحداث والشواهد التاريخية، ووضع مجموعة من التعريفات والمصطلحات والعلوم المتداخلة في ذات الإطار، كما شدد الدكتور على أهمية تشجيع الطلبة الباحثين على القيام بأبحاث ودراسات من شأنها إغناء الخزانة بالمراجع حول قضايا الصحراء، كما لم يفته بأن يشيد بهذه المبادرة وأهميتها في تحريك المياه الراكدة للنقاش والبحث عن سبيل اخراج الأفكار إلى أرض الميدان.

 المداخلة السادسة : الدكتور كرموت رشيد يستهل مداخلته بالمؤلفات الفقهية بالساقية الحمراء وأهم الدراسات التي أنجزت في المجال، حيث انطلق من خلال مداخلته بالتنبيه على أن الحركة الفقهية في المنطقة كانت بداياتها مع عبد الله بن ياسين زمن عهد الدولة المرابطية، وأكد على أن كل مشارب ومؤلفات هذه الحركة واتجاهاتها تتفق على وحدة المذهب المالكي والإجماع عليه، مشيرا إلى أن مؤلف "لوامع الدرر في هتك استار المختصر" لمحمد بن سالم المجليسي يعد من أشهر المؤلفات في هذا الاتجاه.

 المداخلة السابعة: وعرفت مداخلة الدكتور مصطفى الحمري القادم من الداخلة بسطا لتجربة "جمعية الطبيعة مبادرة" في الداخلة في جرد وتثمين التراث الطبيعي والثقافي للمنطقة التي تزخر بتنوع طبيعي فريد من نوعه في مختلف المجالات كالنباتات، الصدفيات، الوحيش، الزواحف، الطيور، كما بسط مجموعة من الشروحات والإحصائيات و المجهودات التي بذلت في هذا الإطار.

 المداخلة الثامنة: الأستاذ محمد الحاج، حيث تناول فيها ثقافة الصحراء وسؤال الترجمة"، معرجا على نظرة سريعة على بعض الكتابات الكولونيالية حول الصحراء، لينتقل إلى إبراز أهمية الترجمة كرافد من روافد نقل المعلومات وإعادة كتابة تاريخ المنطقة إبّان الحقبة الإسبانية، ليختتم المداخلة ببسط بعض النماذج من تجربته الشخصية في ترجمة بعض المواضيع ذات الصلة بالثقافة كالأمثال والشعر الحساني وغيره... وفي ختام مداخلته، قدم بعض التوصيات للرفع من مستوى الموضوع وراهنيته وأهميته مستقبلا.

 المداخلة التاسعة والأخيرة: ختامه مسك حيث أتحف الدكتور جودا الوالي الحضور الكريم الذي ظل مرابطا لساعات ورفض الإنصراف قبل انقضاء الوجبة الثقافية الدسمة، حيث طرح الدكتور أسئلة مهمة ومقلقة تحوم حول اللهجة الحسانية ووضعيتها الحالية ومدى تأثيرها وتأثرها، ليختتم المداخلة أن المسألة تحتاج وحدها لندوات و بحوث وأن المجال يحتاج حقا لمختصين في علم اللسانيات ليس كل من هب ودب يمكنه الحديث عنها دون إطار منهجي أكاديمي.

بعد بسط لكافة المداخلات القيمة والمفيدة، تم اختتام الندوة العلمية لهذا المساء بمباركة من الجمهور الحاضر الذي أبدى إعجابه الشديد بجميع المداخلات الغنية التي بكل تأكيد أضافت الشيء الكثير لرصيدهم المعرفي.

وللتذكير فإن الندوة العلمية عرفت حضور السيد عامل الإقليم ووفد مرافق له في المداخلات الأخيرة لتعطى له الكلمة، حيث أشاد بالمبادرة الطيبة وعبر على أن المنطقة في حاجة ماسة للإهتمام بالمجال العلمي والثقافي بحيث أنه لا تنمية دون تقييم التراث وحفظ الذاكرة، وأنه لابد من تنظيم مبادرات علمية أخرى في هذا الشأن في المستقبل، وأنه حريص على دعمها لتكون أنشطة ثقافية هادفة تؤطر أصحاب المجال والتخصص.

إقرأ أيضا

الرياضة

عين على الفيسبوك

الاقتصاد

أخبار العالم

-->