العيون اون لاين : م / ل .
يهل هلال رمضان شهر القرآن و الغفران و ينشغل المواطنون بالحديث عن الارتفاع الصاروخي للأسعار بين مستنكر لهذا لجشع البائعين و متسائل عن سبب هذا الارتفاع المفاجئ. فهل هي لهفة المواطنين التي تفتح شهية الباعة ؟ أم هو غياب اللجان و الهيئات المنوط بها القيام بدور المراقبة و مواكبة الأسواق و حماية المستهلك؟
ان " العرض و الطلب " من أهم المرتكزات الاقتصادية لفهم السوق ، و التي تعتبر أن ارتفاع الأسعار رهين بارتفاع الطلب و قلة العرض و العكس صحيح ، لكن الحال في رمضان يتجاوز هذا الطرح ، فوفرة في العرض و إرتفاع الطلب يفرض منطقا آخر لفهم السوق الرمضاني تتقاطع فيه لهفة المواطنين و استغلال التجار لشراهة الاستهلاك لا تربطها اي علاقة مع سد الحاجيات بقدر ما هي في غالب الأحيان للتباهي بمائدة الإفطار، أما التجار فيعتبرون الفرصة حقا مشروع يمن به الرحمان عليهم مرة في السنة .
فرغم الطفرة النوعية في الوعي المجتمعي الذي تجسد في حملة المقاطعة إلى أن مجموعة من المواطنين لا يزالون سجناء لرغباتهم و نزواتهم و ان كانت الطبقة الفقيرة هي من تدفع الثمن في مواجهة هذه الأسعار الملتهبة .
كما أن هذا الارتفاع الصاروخي الذي تعيشه الأسواق خلال رمضان يطرح تساؤلا عريضا حول دور المصالح و الهيئات المنوط بها القيام بجولات ميدانية قبل رمضان لمراقبة جودة المنتوجات الغذائية المعروضة و اثمنتها ناهيك عن مراقبة مدى سلامة و ملائمة فضاءات البيع.
