-->

آخر الأخبار

جاري تحميل ...

اخبار جهوية

اخبار وطنية

السلطة الرابعة



زاوية الشيخ محمد الأغظف ... معلمة دينية و تربوية و تعليمية شامخة




العيون اون لاين : محمد لكحل


عرفانا بمكانتها الدينية و الثقافية و السياسية و كما جرت العادة في  كل نسخة من موسم الطانطان و بحضور شيخنا الشيخ لارباس ابن الشيخ محمد الأغظف ابن الشيخ ماء العينين ، زار الوفد الرسمي المكون من والي جهة كلميم واد نون وعامل إقليم طانطان و رئيس مؤسسة الموكار و مجموعة من الشخصيات المدنية و العسكرية في اطار فعاليات النسخة 14 من موسم طانطان ضريح الشيخ العلامة محمد الأغظف و حضور عملية النحر التي تعتبر طقسا قديما متوارثا منذ زمن طويل   .





و تعتبر زاوية شيخنا الشيخ محمد الأغظف ابن الشيخ ماء العينين المعينية الفاضلية القادرية بطانطان من اهم المعالم الدينية و المنارات التربوية و التعليمية التي انتجت  اجيالا من الابطال و المثقفين الغيورين على وحدة البلاد و استقراره  ، كما تعتبر منبرا لفك النزاعات و القضايا الشائكة كما انها لعبت دورا محوريا ابان الاستعمار حيث كانت مدرسة حربية متكاملة الاركان في التكوين والتعلم و كما  كانت تدرس فيها كل المستجدات و بفضلها حققت مجموعة من الانتصارات بقيادة الشيخ محمد الاغظف كمعركة "لبيرات" سنة 1913 إبان السنوات الأولى للحماية الفرنسية- الإسبانية على المغرب، ومعركة "القليب"، اللتان كانت تسعى عبرهما قوات الإستعمار إلى وأد أي مقاومة في مناطق الصحراء الشاسعة، صعبة الضبط والمراقبة، والتي يعرف أهلها بطبعهم التواق إلى عدم الخضوع للسلطة، فهم المهاجرون رفقة إبلهم في الفلاة، حتى وإن انصاعوا إلى ضوابط القبيلة ونظامها إلا أن حياتهم التي ألفوها في خيام مشرعة أمام السماء والصحراء تجعل الحرية أصلا راسخا في طباعهم.

وخلال "فترات الأزمات السياسية" التي عرفتها البلاد، ورغم الأبعاد التعليمية والتربوية للزوايا الصوفية، فإن وجودها بالمغرب ونشاطها في العديد من المناطق، جعل منها مركزا لحفظ اللغة العربية والإسلام المعتدل الذي سرعان ماتحولت إلى فاعل سياسي ، يصفه بعض رواة تاريخ المغرب، بـ"الحاسم" في عدد من المحطات التاريخية، خاصة أثناء الوجود الاستعماري، حيث شكلت الزوايا على اختلاف طرائقها وتنوع أصولها، معاقل للجهاد ضد المستعمر واستحالت إلى رباط يتجمع فيه المقاتلون، يستمدون منه دعما روحيا قبل أن تصير ملجأ يستجيرون به من الملاحقات والاعتقالات .

و بعد وفاة الشيخ محمد الأغظف سنة 1960 قرر الملك الراحل الحسن الثاني (1961 - 1999) إحياء ذكراه بمدينته طانطان التي عاش فيها زمنا غير يسير، وإقامة موسم يتوافد عليه كل سنة المئات من أبناء الجنوب .

منذ ذلك الزمن و الزاوية لا تزال محافظة على مكانتها و دورها الطلائعي بفضل شيخنا الشيخ لارباس ابن الشيخ محمد الأغظف ، المعروف بالمواقف البطولية و حنكته و حكمته في حل مجموعة من النزاعات و القضايا الشائكة ،  حيث يكتسب مكانة علمية مهمة وسط أعيان الصحراء، وعند أبناء الأقاليم الجنوبية

و يحفظ ضريح شيخنا الشيخ محمد الأغظف تاريخا كاملا عاشه هذا البطل و القطب الرباني الصوفي وعلمه لمريديه، عاين خلاله تواريخ فاصلة صنعت حاضر المغرب المعاصر، وشارك في معارك التحرير التي قادتها قبائل الصحراء طلبا للاستقلال، فأضحى الضريح في عرف أهالي طانطان معلما لاستدعاء الأمجاد، وذاكرة تؤرخ لبسالة الصحراويين في الدفاع عن أرضهم.

إقرأ أيضا

الرياضة

عين على الفيسبوك

الاقتصاد

أخبار العالم

-->